top of page

المدارس الذكية في ماليزيا!

الدكتور محمد طه الزيود، وزارة الشباب، الأردن



تعتبر التجربة الماليزية في مجال التحول نحو المدارس الذكية من خلال خطة ريادية شاملة، من التجارب التي تستحق الدراسة والاهتمام نظرا لتميزها وتحقيقها لأهدافها ومساهمتها في عملية التنمية والتطور والازدهار، ويمثل مشروع المدارس الذكية في ماليزيا إحدى الركائز الهامة لمشروع يهدف إلى تحويل ماليزيا إلى عاصمة للمعلوماتية في العالم عبر تحويل المجتمع الماليزي إلى مجتمع مبنى على المعرفة (Government of Malaysia, 1997). لقد بدأ تطوير مشروع المدرسة الذكية في ماليزيا في إطاره المفاهيمي أوائل عام 1996 من خلال إصدار خطة إستراتيجية تحت عنوان: ( المدرسة الذكية في ماليزيا : مخطط مفاهيمي- (The Malaysian Smart School: A conceptual Blueprint)، حيث بدأت في غضون ثلاث سنوات المرحلة التجريبية في 87 مدرسة في العام 1999 (Ong& Ruthven, 2009)، و تم تعريف المدرسة الذكية باعتبارها مؤسسة تعليمية تم إعادة اختراعها بشكل منهجي من حيث ممارسات التعليم والتعلم وإدارة المدرسة من أجل إعداد الأطفال لعصر المعلومات (GoM, 1997) ولتعمل بفاعلية فان المدرسة الذكية تتطلب الموظفين المهرة بشكل مناسب وتصميم العمليات الداعمة (Lubis, 2009)، وأن يشجع مناخ التعلم الجديد عملية التفكير النشط، ويشجع الطلبة على استخدام الحواسيب الشخصية والانترنت والشبكات الداخلية كأدوات للبحث والاتصال في المستقبل القريب ( Omidinia et al., 2016).


و مع نهاية العام 1996 وبمساهمة من وزارة التربية والتعليم الماليزية أصبحت المدرسة الذكية واحدة من التطبيقات السبعة الرئيسية لمشروع الوسائط المتعددة (The Multimedia Super Corridor(MSC))، وفي تموز 1997 تم إصدار المخطط المفاهيمي للمدرسة الذكية من قبل فريق المشروع المكون من ممثلين عن قطاع الصناعة وممثلين رسميين من وزارة التربية والتعليم، وفي حزيران 1999 أنشئت شركة مشتركة تحت اسم Smart School SdnBhd Telekom) (TSS بهدف تحويل النظام التعليمي الماليزي إلى عملية متقدمة تكنولوجيا حيث تضمنت المكونات الرئيسية لبرنامج الحلول المتكاملة للمدارس الذكية (SISS) الذي وضعته وزارة التربية والتعليم وشركة (TSS) المكونات الآتية:

- مواد التعليم والتعلم في شكل مناهج دراسية ومواد مطبوعة،

- نظام إدارة المدرسة الذكية والذي يتألف من برامج للإدارة والوظائف الإدارية،

- البنية التحتية التكنولوجية والتي تضم الأجهزة والبرمجيات وبرامج النظم والمعدات غير التقنية،

- تكامل النظم وخدمات الدعم الفني والصيانة، حيث تم منح شركة (TSS) عقد تنفيذ حلول المدرسة الذكية في المدارس التجريبية التسعين، وتم الانتهاء من المرحلة التجريبية في كانون الأول 2002 Omidinia et al., 2016)).


بعد الانتهاء من المرحلة التجريبية والتقييم، تم تحديد الثغرات من حيث التكنولوجيا والهياكل الأساسية والدعم والموارد البشرية، حيث ركزت المرحلة ما بعد التجريبية على تحديد التدابير اللازمة لسد الثغرات وضمان تصحيح المسار قبل أن يتم تعميم المدرسة الذكية في ماليزيا، فصدرت خارطة الطريق للمدرسة الذكية الماليزية (2020-2005) (Malaysian Smart School Roadmap 2005-2020) ، والتي حددت أربعة معالم وأربعة مراحل لتنفيذ المدرسة الذكية في ماليزيا، وهي:


المرحلة الأولى - التجريبية (1999-2002) وتضمنت انجاز المشروع في 87 مدرسة، وتضمنت هذه المرحلة إعداد وتجهيز المواد التعليمية المحوسبة للمعلمين في مجالات اللغة الوطنية، اللغة الانجليزية، العلوم والرياضيات، وتجهيز أدوات التقييم للحصول على تغذية راجعة عن أداء الطلبة من خلال استخدام عمليات التعلم والتعليم المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودمج نظم المعلومات الإدارية لتحسين عمل الإدارة.


المرحلة الثانية - ما بعد التجريبية (2002-2005) - الدروس المستفادة من المرحلة التجريبية، تدعيم وتقوية مبادئ المدرسة الذكية.


المرحلة الثالثة (2005-2010) تحويل جميع المدارس إلى مدارس ذكية (10000) مدرسة من خلال تحقيق أهداف المرحلة التي تتضمن: إنتاج مجتمع المعرفة الذي يتميز بالنقد والإبداع والابتكار،إنتاج التكنولوجيا الذكية الفردية، سد الفجوة الرقمية وغرس التعلم مدى الحياة القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.


المرحلة الرابعة (2010-2020)- مرحلة قيد التنفيذ: مرحلة التدعيم والاستقرار والتكنولوجيا تصبح جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية للأمة، وهي مرحلة هامة كون الكثير من المدارس التي صنفت بأنها ذكية قد تواجه مشاكل مثل كيفية إدارة المدرسة، نقص المعدات، وعدم معرفة المعلمين باستخدام التكنولوجيا (Majeed& Yusoff, 2015,GoM, 2005).


إن المهمة الاساسية تتمثل بتطوير نظام تعليمي عالمي من الدرجة الأولى والذي سيحقق كامل إمكانات الفرد، وتحقيق طموح الأمة الماليزية، وتركز وزارة التربية والتعليم على رؤية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم على ثلاثة مجالات رئيسية، هي: تزويد جميع الطلبة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحيث يتم استخدامها كعنصر تمكيني لتقليص الفجوة الرقمية بين المدارس، تكنولوجيا التعليم والاتصال تستخدم في التعليم كأداة للتعليم والتدريس، كجزء من موضوع وكموضوع بحد ذاته، كما تستخدم لزيادة الإنتاجية والكفاءة، و تفعيل نظام الإدارة ( Lubis, 2009).


إن المدرسة الذكية تسعى في الواقع لإحداث ثورة في نظام التعليم من خلال إتباع نهج شامل للتنمية الذي يركز على الفرد، مما يجعل التعليم القائم على القيمة في متناول أي شخص، في أي وقت وفي أي مكان وهي رؤية تجمع بين العناصر الحيوية اللازمة لاستغلال التكنولوجيا لتحسين النظام وتوفير التعليم للأطفال لتحقيق الأهداف التالية: إنتاج القوى العاملة التي تتميز بالتفكير وقادرة على التعامل مع التطورات التكنولوجية، وتطوير وإعداد القوى العاملة لعصر المعلومات، وإعداد وتطوير الطلاب بدنيا وعقليا ، وعاطفيا، وروحيا، و توفير فرص لتحسين نقاط القوة والقدرات الفردية، وديمقراطية التعليم (GoM,1997 ؛Omidinia et al., 2016؛Lubis et.al, 2009).


*يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة.



١٠٧ مشاهدات

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page