top of page

نتائج البحث

 

تم العثور على 151 عنصر لـ ""

  • ما هي إدارة الجودة الشاملة؟

    الدكتورة صفاء نواف بني حمدان يشهد العالم تحولات بالغة الأهمية، أدت بمؤسسات العمل والانتاج ومؤسسات التعليم أن تواجه خيارات صعبة من أجل الحفاظ على بقائها من خلال بذل جهودا جبّارة لتجاوز التحديات التي تفرضها بيئات العمل المعاصرة. فانتقال صراع المنافسة من الموارد إلى الأسواق يدل على تلك الحركة الإنتقالية الواضحة من التركيز على الإنتاج إلى التفكير في كيفية تسويق المنتجات التي تقدمها. إن هذه الإفرازات الحديثة لم تقف آثارها عند هذا الحدّ بل أثرت على سلوك المستهلكين والزبائن، وتعاظم وَعي هذا الأخير ليصبح حاكمًا على بقاء أو فناء المنظمات. وكنتيجة لذلك قامت العديد من المنظمات و المؤسسات بإعادة النظر في طبيعة منتجاتها المقدمة والسُبل التي تعتمدها من أجل إرضاء الحاجات والرغبات المتنامية اللامتناهية، وأصبح من الضرورة بمكان إكتساب تلك المرونة العالية في الأنشطة وتحسين أساليب القدرة على التأقلم من خلال التركيز أكثر على تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في كافة الأعمال. يعتبر مفهوم الجودة (Quality) أحد فروع علوم الإدارة الحديثة الهامّة، ويعود تاريخ نشأتها إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في اليابان حيث طُبّقت أسس الجودة على الصناعة؛ فأحدثت نقلة تطويرية هائلة، تلتها الولايات المتحدة في الخمسينات من القرن الماضي، ثم بدأ المفهوم يتسلل إلى جميع المهن وأنشطة الحياة في جميع أنحاء العالم (الفتلاوي، 2008). وتعتبر فلسفة إدارة الجودة الشاملة (Total Quality Management) فلسفة إدارية عصرية، ترتكز على عدة مفاهيم إدارية حديثة مدروسة، تقوم على الدمج بين المبادئ الإدارية والأفكار الابتكارية، والمهارات الفنية المتخصصة؛ بهدف الارتقاء بالأداء والوصول إلى التحسين والتطوير المستمرين. وبانتشار مفهومها بدأت الكثير من المؤسسات في تطبيق هذا المفهوم لتطوير أدائها وخدماتها، واعتبرتها وسيلة مساعدة في مواجهة المشكلات الصعبة، ووسيلة لكسب رضا المجتمع، وقد أحرزت هذه المؤسسات نجاحات كبيرة على إثر تطبيق هذا المفهوم في الدول المتقدمة التي تبنته مثل اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا. وبعد هذا النجاح والانتشار في ميدان الإدارة شاع استخدام هذا المفهوم "إدارة الجودة الشاملة "وتقنياته بحيث أصبح أسلوبًا إداريًا هامًا .فبعد أن كانت الثورة الأولى هي الثورة الصناعية، والثورة الثانية هي ثورة الحواسيب، اعتبر مفهوم الجودة الشاملة الثورة الثالثة بلا منازع (أبو عبده، 2011). يشير الصليبي (2007) الى أن إدارة الجودة الشاملة تُعنى بتغيير المعتقدات والقيم الثقافية السائدة من خلال إثارة الرغبة ودمج جميع الأفراد قيادة وعاملين وتوجيههم نحو أداء العمل بشكل صحيح ومن المرة الأولى وبشكل مثالي ومستمر مستفيدة من القدرات والمواهب الكامنة لديهم. وتعتبر إدارة الجودة الشاملة طريقة جديدة مختلفة في التفكير؛ حيث اعتبرت المنظمات والمؤسسات أن جودة المنتج أو الخدمة هو ما يجب أن يميزهم عن غيرهم، واعتبرتها من الطرق الفعالة لإنجاز الأعمال. كما أشار بدح (2003) إلى أن تطبيق مفاهيم الجودة الشاملة ينطبق كليًا على الثقافة التنظيمية السائدة في المؤسسة، مما يبرز ذلك الاختلاف والتميز في التنفيذ بين مؤسسة وأخرى. ويعتبر القائد في المؤسسة حلقة الوصل بين مبادئ إدارة الجودة الشاملة والثقافة التنظيمية داخلها . وتأتي أهمية الجودة الشاملة من كونها منهج شامل للتغيير أبعد من كونه نظاما يتبع أساليب مدونة بشكل إجراءات وقرارات، والإلتزام بها وتطبيقها من قبل أي مؤسسة أو منظمة، ;كما يعني قابلية تغيير سلوكيات أفرادها تجاه مفهوم الجودة ومتطلباتها، والنظر إلى أنشطتها ككلٍ متكاملٍ بحيث تؤلف الجودة المحصلة النهائية لمجهود وتعاون العاملين بها، وتنمي لديهم روح الفريق والإحساس بالفخر والاعتزاز نتيجة تحسن سمعة هذه المؤسسة (العزاوي، 2005). ومن خلال تتبع أثر هذا المفهوم والنمط الإداري الجديد على اتجاهات العاملين، فقد أدى إلى تحريك سلوك العاملين نحو التغيير، من خلال القيم التي باتوا يؤمنون بها والتي تقودهم فيما بعد للتغيير نحو بيئة العمل الجديدة. فمن ثمرات تبني أعضاء المؤسسة للتغيير وإيمانهم به سيَجنون الفائدة للمؤسسة التي يعملون فيها (Neiva، Rose & Torres، 2005). إن هذا الطرح المثير يولد في الذهن عاصفة من التساؤلات قد لا تكفي فيها دراسات معينة محدودة لفهمها وإنّما توجب تكرار النظر فيها وإعادة إختبارها، وعلى هذا الأساس يعود مصطلح إدارة الجودة الشاملة Total Quality Management، الى كلمة الجودة ال Qualityمشتقة من الفعل الثلاثي –جاد - ومعناه صار جيدا والجَيد نقيض الردئ، ويرجع اصل الجودة الى الكلمة اللاتينية (QUALITUS) ويقصد بها: طبيعة الشئ ودرجة صلاحه، وهي من المصطلحات العامة التي تناولتها معظم نظريات الإدارة والتي تعّبر عن وجود ميزات او صفات معينة في السلعة او الخدمة إن وُجدت هذه الميزات فأنها تُلبي رغبات من يشتريها او يستعملها وهنا يمكن القول ان هذه السلعة ذات جودة عالية (محمد، 2015). فقد عرفها دافت Daft (2001) بأنها" تغير كبير في نظام التفكير لكل من المدراء والعاملين، وتحتاج إلى مشاركة واسعة النطاق، على مستوى المنظمة، في ضبط الجودة، وتدريب العاملين، واشراكهم ومنحهم السلطة".كما أورد الخطيب (2008) عدداً من تعريفات الجودة كما يلي: - الجودة طبقاً لتعريف كروسبيGrosby فهي "مميزات المنتوج التي تلبي توقعات المستهلك". - الجودة طبقاً لتعريف إيشي كاوا Ishikawa فهي" درجة وفاء المنتوج لإحتياجات المستهلك ومتطلباته مهما كانت". - الجودة طبقاً لتعريف ديمنغ Deming تعني "التوافق مع احتياجات المستهلك ومتطلباته مهما كانت". وعرفها الشبراوي المُشار اليه في الخطيب (2008) بانها" مدخل إداري يتطلب الالتزام من الادارة العليا للتركيز على جودة الأداء في جميع المجالات في المنظمة ولا يكون التركيز فقط على جودة المخرجات النهائية".وتُعد إدارة الجودة الشاملة أحد أبرز المفاهيم الإدارية الحديثة التي تعمل على احداث تغييرات جذرية في أسلوب عمل المنظمة وفي فلسفتها وأهدافها، بهدف إجراء تحسينات شاملة في جميع مراحل العمل بالشكل الذي يتفق مع المواصفات المحددة والمتفقة مع رغبات العملاء، في سبيل الوصول ليس فقط إلى إرضاء العملاء أو إسعادهم وانما إلى إبهارهم من خلال تقديم سلع وخدمات لا يتوقعونها ) الدرادكه، 2006). كما أنها إسترتيجية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم تستمد حركتها من المعلومات التي تتمكن في إطارها من استثمار وتوظيف المواهب والقدرات الفكرية للعاملين في مختلف مراحل التنظيم، من تخطيط وتنفيذ ومتابعة، وفق نظم محددة وموثقة تقود إلى تحقيق رسالة المنظمة، من خلال الإلتزام طويل المدى، ووحدة الهدف، والعمل الجماعي بمشاركة جميع أفرادها (بدح، 2007). وأشار العلي (2008) إلى أن إدارة الجودة الشاملة تعني تفاعل المدخلات والأساليب والسياسات والأجهزة، لتحقيق جودة عالية للمخرجات، عن طريق إشراك ومساهمة العاملين كافة وبصورة فاعلة في العمليات الإنتاجية أو الخدمية مع التركيز على التحسين المستمر لجودة المخرجات بهدف تحقيق الرضا لدى المستهلكين، حيث أنها ترتكز بشكل أساسي على: - رضا الزبائن أفراد ومنظمات من المخرجات الملموسة وغير الملموسة. - المساهمة الجماعية وفرق العمل . - التحسينات المستمرة على نوعية العمليات والمخرجات. من هنا نجد ان مفهوم ادارة الجودة الشاملة اصبح مصب اهتمام الباحثين والمفكرين في الوقت الحاضر، فلم تعد الجودة تقتصر على جودة المنتجات او الخدمات التي تقدم الى الزبائن بل امتدت الجودة ومفاهيمها لتشمل الهياكل التنظيمية والعمليات والنظم والإجراءات فقد تعددت المفاهيم الخاصة بإدارة الجودة الشاملة حيث أن كل باحث أو كاتب عرفها من وجهة نظره الخاصة الا ان جميع هذه التعاريف ركزت على الكلمات الأساسية المكونة لهذا المفهوم. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المراجع: الصليبي، محمود(2007). الجودة الشاملة وأنماط القيادة التربوية وفقًا لنظرية هيرسي وبلانشارد وعلاقتهما بالرضا الوظيفي لمعلميهم وأدائهم. عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع. العزاوي، محمد عبد الوهاب (2005). إدارة الجودة الشاملة ، عمان: دار اليازوري . العلي، عبد الستار(2008). تطبيقات في إدارة الجودة الشاملة. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع. الفتلاوي، سهيلة محسن (2008). الجودة في التعليم - المفاهيم، المعايير، المواصفات، المسؤوليات. عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع. بدح، أحمد (2007). درجة إمكانية تطبيق مبادئ الجودة الشاملة في الجامعات الأردنية، مجلة إتحاد الجامعات العربية، 47-93. بدح، أحمد (2003). إدارة الجودة الشاملة، نموذج مقترح للتطوير الإداري وإمكانية تطبيقه في الجامعات الأردنية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عمان. محمد، جلال (2015)، أثر وجود معايير الجودة في ضمان تطبيق ادارة الجودة الشاملة دراسة تحليلية لآراء عينة من منتسبي المعهد التقني فى السليمانية، بحث مقدم إلى المؤتمر العربي الدولي الخامس لضمان جودة التعليم العالي، 3-5 آذار، جامعة الشارقة، الإمارات. Nevia، D Ros، M. and Gracas،M.(2005)، Attitudes Toward Organizational Change :Validation of Scale"، Psychology in Spain.9(1). 81-91.

  • دروس في القيادة يجب أن يتعلمها الرجال من النساء!

    توماس تشامورو بريموزيك وسيندي جالوب رغم أن غالبية الأشخاص في المواقع القيادية لمختلف المؤسسات هم من الرجال، إلا أن الدراسات تظهر أن النساء في الواقع هن اللواتي لديهن ما يلزم للقيادة بفعالية. لذا ، فبدلاً من نصح المديرات التنفيذيات بالتصرف مثل الرجال للمضي قدمًا، سيكون من الأفضل تعلم دروس من النساء في كيفية القيادة بفاعلية وأبرز هذه الدروس: - اعرف قدراتك. نحن نعيش في عالم يحتفل بالإيمان بالذات، ولكن الأهم من ذلك بكثير أن يكون لديك وعي بالذات. وغالبًا ما يكون هناك صراع بين الاثنين. على سبيل المثال، الوعي بحدودك وقدراتك (العيوب ونقاط الضعف) لا يتوافق مع المستويات المرتفعة للاعتقاد بالذات، والسبب الوحيد الذي يجعلك تخلو تمامًا من الشك الذاتي وعدم الأمان هو الوهم. على الرغم من أن النساء لسن غير آمنات كما يُصوَّر على أنهن في أدبيات المساعدة الذاتية (وكثير من وسائل الإعلام الشعبية) ، تظهر الدراسات أنهن بشكل عام أقل ثقة من الرجال. هذه أخبار جيدة لأنها تمكنهم من فهم كيف يراهم الناس وتمنحهم القدرة على اكتشاف الفجوات بين المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه وأين هم بالفعل. الأشخاص الذين يرون أنفسهم بطريقة أكثر أهمية من الآخرين يكونون أكثر قدرة على الاستعداد، حتى لو كان ذلك يعني زيادة في الاستعداد، وهذه طريقة قوية لزيادة كفاءتك وأدائك. - التحفيز والإلهام. تُظهر الدراسات الأكاديمية أن النساء أكثر ميلًا للقيادة من خلال الإلهام، وتغيير مواقف الناس ومعتقداتهم، ومواءمة الناس مع المعنى والهدف (بدلاً من الجزرة والعصا)، أكثر من الرجال. نظرًا لأن القيادة التحويلية مرتبطة بمستويات أعلى من مشاركة الفريق والأداء والإنتاجية، فهي مسار مهم لتحسين أداء القادة. إذا أمضى الرجال وقتًا أطول في محاولة كسب قلوب الناس وأرواحهم، مع قيادة كل من الذكاء العاطفي وذكاء الذكاء، بدلاً من الاعتماد أكثر على الأخير، ورعاية التغيير في المعتقدات بدلاً من السلوكيات، فسيكونون قادة أفضل. - ضع المرؤوسين في المقدمة. من الصعب جدًا تحويل مجموعة من الأشخاص إلى فريق عالي الأداء عندما يكون تركيزك الأساسي على نفسك. الأشخاص الذين يرون القيادة كوجهة مهنية مجيدة والإنجازات الفردية يتمحوروا حول أنفسهم بشكل كبير لتعزيز رفاهية فرقهم وإطلاق العنان لإمكانات مرؤوسيهم. تخيل شخص مهتم فقط بأن يكون قائدًا لأنه يطارد راتبًا أكبر، أو مكتبًا جانبيًا، أو لقبًا أعلى رتبة، أو أي شكل من أشكال المكانة. من الواضح أنهم سيكونوا بطبيعتهم أقل اهتمامًا بجعل الآخرين أفضل؛ هدفهم الوحيد هو أن يكونوا أكثر نجاحًا بأنفسهم. نظرًا لأن الرجال عمومًا يركزوا على أنفسهم أكثر من النساء، فمن المرجح أن يقودوا بطريقة نرجسية وأنانية. إذا أراد القائد العادي تحسين أدائه، فمن الأفضل أن يتبنى أسلوب قيادة أقل تمحورًا حول الذات. - لا تتكئ عندما لا يكون لديك ما تتكئ عليه. هناك اتجاه لإخبار النساء بأن "يتكئن" على صفات مثل الحزم أو الجرأة أو الثقة. عند الرجال ، يمكن أن تظهر هذه الصفات مثل الترويج للذات، والاستفادة من إنجازات الآخرين، والتصرف بطرق عدوانية. نظرًا لعدم وجود علاقة ارتباط قوية بين الاتكاء على شيء ما والقيادة الجيدة- خاصة بالنسبة للرجال - فإن الخيار الأفضل هو التوقف عن الوقوع في حب الأشخاص الذين يتكئون عندما يفتقرون إلى المواهب لدعمه. في العالم المنطقي، سنقوم بترقية الأشخاص إلى أدوار قيادية عندما يكونوا أكفاء وليس واثقين من أنفسهم، مع فحصهم لخبراتهم وسجلهم الحافل وكفاءاتهم القيادية ذات الصلة (على سبيل المثال ، الذكاء والفضول والتعاطف والنزاهة والتعايش). لاحظ أن كل هذه السمات يتم تقييمها بشكل أفضل من خلال التقييمات المستندة إلى العلم مقارنةً بمقابلة العمل النموذجية. - لا تصدر الأوامر واستخدم اللطف والعطف والإهتمام. عبر التاريخ، أخبرنا النساء أنهن لطيفات للغاية ومهتمات لأن يكن قائدات، لكن الفكرة القائلة بأن شخصًا غير لطيف ومهتم يمكنه القيادة بفعالية تتعارض مع الواقع. نحن لا نعيش في العصور الوسطى. تتطلب قيادة القرن الحادي والعشرين أن يقيم القادة علاقة عاطفية مع أتباعهم، ويمكن القول أن هذا هو السبب الوحيد لتوقع من القادة تجنب الأتمتة. في الواقع ، في حين أن الذكاء الاصطناعي سوف يختطف العناصر التقنية والمهارات الصعبة للقيادة، طالما لدينا بشر في العمل، فإنهم سيتوقوا إلى التحقق من الصحة والتقدير والتعاطف الذي يمكن أن يوفره البشر فقط - وليس الآلات. يمكن للرجال تعلم الكثير حول كيفية القيام بذلك بشكل فعال من خلال مشاهدة النساء ومحاكاتهن. - ركز على رفع مستوى الآخرين. لقد ثبت أن القائدات من النساء أكثر عرضة لتدريب وتوجيه وتطوير تقاريرهن المباشرة من القادة الذكور. إنهن يمتلكن مواهب قيادية حقيقية، يستخدمن التغذية الراجعة والتوجيه لمساعدة الناس على النمو. هذا يعني أن تكون أقل تعاملاً وأكثر إستراتيجية في علاقتهن مع الموظفين، ويتضمن أيضًا الانفتاح لتوظيف أشخاص أفضل منه، لأن غرورهم أقل عرضة للوقوف في الطريق. وهذا يمكنهم من إطلاق العنان لإمكانات الآخرين وتعزيز التعاون الفعال بين فرقهم. بينما ننجذب نحو القادة الذين يركزون على أنفسهم ويتمحورون حول الذات، فإن احتمالية أن يتمكن هؤلاء الأفراد من تحويل مجموعة من الأشخاص إلى فريق عالي الأداء منخفضة. - لا تقل إنك "متواضع، كن متواضع، مارس التواضع. لقد طالبنا بقادة متواضعين لمدة 20 عامًا أو نحو ذلك ، لكننا نواصل الانجذاب نحو أولئك الذين لديهم ثقة مفرطة ونرجسيون (ليسوا إناثًا بشكل عام). هناك اختلافات راسخة بين الجنسين في التواضع، وهم يفضلون النساء. ليست كل النساء متواضعات بالطبع، لكن اختيار القادة على أساس التواضع سيؤدي إلى زيادة عدد الإناث عن القادة. التواضع هو في الأساس سمة أنثوية. إنه أيضًا أمر ضروري لكونك قائدًا عظيمًا. دون التواضع، سيكون من الصعب جدًا على أي شخص مسؤول الاعتراف بأخطائه والتعلم من التجربة ومراعاة وجهات نظر الآخرين والاستعداد للتغيير والتحسن. ربما لا تكمن المشكلة في أن الرجال غير راغبين أو غير قادرين على عرضها، ولكننا نطردهم من أدوارهم القيادية عندما يفعلون ذلك. يجب أن يتغير هذا، لأن التواضع محرك حاسم لفعالية القيادة لدى كل من الرجال والنساء. في نهاية المطاف، فإن الجانب المثير للجدل، هو الفكرة القائلة بأن زيادة تمثيل المرأة في القيادة من شأنه أن يزيد بدلاً من تقليل الجدارة. أفضل تدخل للمساواة بين الجنسين هو التركيز على المساواة في المواهب والإمكانات - وهذا يحدث فقط عندما يكون لدينا قيادة متساوية بين الجنسين لتمكين الرجال من تعلم مناهج القيادة المختلفة من النساء بقدر ما تم إخبار النساء دائمًا بتعلم مناهج القيادة من الرجال. المصدر

  • كن في الطريقِ عفيف الخطى، شريف السمع، كريم النظر، و كن رجلا إن أتوا بعده يقولون مـــرّ و هذا الأثر،

    كن في الطريقِ عفيف الخطى، شريف السمع، كريم النظر، و كن رجلا إن أتوا بعده يقولون مـــرّ و هذا الأثر، احمد شوقي

  • لا تنتظر سعادتك وتقدير نفسك من شخص آخر!

    لا تنتظر سعادتك وتقدير نفسك من شخص آخر. أنت فقط المسؤول والمصدر لإسعاد نفسك. إذا كنت لا تستطيع أن تحب وتحترم وتسعد نفسك - فلن يتمكن أي شخص آخر من تحقيق ذلك لك. تقبل من أنت - تمامًا؛ الخير والشر – إبذل جهدك وغير من ظرفك واصنع سعادتك لنفسك بنفسك، ستايسي تشارتر

  • للعيش بسعادة تجنب هذه الممارسات!

    - لا تسعى نحو الكمال في حياتك كأساس للسعادة. هل يجب أن تكون الحياة مثالية قبل أن تكون سعيدًا؟ هل يجب أن تتصرف بطريقة مثالية وتحصل على نتائج مثالية لتكون سعيدًا. الحياة الخالية من الهموم لم تخلق بعد! - الوقوف عند ماضيك وذكرياتك القديمة بإفراط. إن قضاء الكثير من الوقت في الماضي واستعادة الذكريات المؤلمة القديمة والصراعات والفرص الضائعة يصيبك بالضرر البالغ. لذلك تجنب ذكريات الماضي. - مقارنة نفسك وحياتك بالآخرين وحياتهم. إحدى العادات اليومية الشائعة والمدمرة هي أن تقارن حياتك ونفسك بالآخرين وحياتهم باستمرار. وبدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، ابتكر عادة مقارنة نفسك بنفسك، تعرف على مدى تقدمك وما حققته وما التقدم الذي أحرزته نحو أهدافك. - التركيز على التفاصيل السلبية في الحياة. إن رؤية الجوانب السلبية لأي موقف والتركيز على تلك التفاصيل هي طريقة مؤكدة تجعل نفسك غير سعيد. لذلك عليك أن تطوي وتتناسى كل ما هو سلبي بتفاصيله، انظر لنصف الكأس المملوء وليس للفارغ. - تقييد حياتك لاعتقادك أنك محور العالم. إذا كنت تعتقد أن العالم يدور حولك وتقيّد نفسك لأنك تخشى ما قد يعتقده الناس أو يقولوه إذا فعلت شيئًا مختلفًا أو جديدًا، فأنت تضع قيود كبيرة على حياتك. - العيش في بحر متلاطم حولك من الأصوات السلبية. وهنا يصبح من الصعب أن تكون أكثر سعادة، إذا تركت نفسك تنجرف إلى أسفل بسبب هذه الأصوات. - تعقيد الحياة. تصورك أن الحياة معقدة وضيقة وصعبة، هذا يخلق التوتر والتعاسة. الواقع أننا نستطيع إنشاء عادات جديدة تجعل حياتنا أبسط وأسعد، فقط انظر بتفاؤل. *يجوز الاقتباس وإعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الأصول العلمية المتبعة. المصدر

  • ممارسات وأخلاق القادة تصنع الفرق!

    أ‌. د. محمد صايل الزيود، أستاذ في قسم القيادة التربوية والأصول، كلية العلوم التربوية، الجامعة الأردنية يبرز على مستوى العالم قيادات وشخصيات عالمية استطاعت بفضل توليها مسؤولية قيادة مؤسساتها وشركاتها وجامعاتها ووزاراتها وهيئاتها ومنظماتها النهوض بها إلى مراتب غير مسبوقة من التميز والريادة وتجاوز مشكلاتها وظروفها الاقتصادية ومحدودية مواردها إلى حد التربع على سدة مجال عمل هذه المؤسسات خلال فترات زمنية وجيزة لا تقاس بعمر وطبيعة عمل هذه المؤسسات. ولعل هذه القيادات تمتلك ما يميزها على المستوى الشخصي والمهني ومستوى التربية والتعليم والمؤهلات والخبرات عن غيرها على نحو دفعها إلى التميز والعمل على إحداث فرق في عمل مؤسساتها ونقلها للتتبوأ مكانه مرموقة لم تكن لتتحقق بغياب هذه القيادات. إن واقع الحال محليا وعربيا وعالميا يشير بلا أدنى شك إلى أن القادة هم من صنعوا و يصنعوا الفرق في كل مجالات الحياة بدءا من الأسرة والعائلة وشركات المال والأعمال والجامعات ومؤسسات التربية والتعليم وانتهاء بالدول ومؤسساتها وسلطاتها وآليات العمل بها. لذلك فإن شركات عالمية اليوم تجاوز رأس مالها الترليون دولار أي ألف مليار دولار ليس إلا بفعل وجود قيادات فذة متمكنة وصاحبة قرار وتملك الرؤية وتعرف الهدف وتجمع الجميع للعمل بروح واحدة متوقدة لتنجز وتسعى للمزيد من التميز دون الوقوف عند أي مشكلة كبرت أم صغرت. هؤلاء القادة صنعوا الفرق في مؤسساتهم بغض النظر عن طبيعة عمل هذه المؤسسات، بالاعتماد على بنية موضوعية جبلوا عليها من التعليم رفيع المستوى المتخصص في مجال عمل مؤسساتهم أو قريب منه مما خلق منهم أصحاب دراية علمية وتخصصية فتحت لهم الأبواب لتقديم رؤياهم لكيفية التميز والريادة والتفكير خارج الصندوق في مشاريع ومجالات عمل وفي تجاوز المعيقات والتحديات. كما إنهم قادة أصحاب خبرة ودراية وتمرس في طبيعة العمل المؤسسي ووضع الخطط والبرامج، وأصحاب فكر متقد خلاق للتطوير والتحديث وخلق الفرص لمزيد من الإنجاز وهم بذلك لديهم سعة الاطلاع والمواكبة لعمل المؤسسة وما يصدر حولهم من مستجدات وتطورات. قادة لديهم الأخلاق العالية في قيادة المؤسسات وقيادة البشر معهم على قاعدة أن البذل والعطاء والتفاني والانتماء والتضحية والمصداقية والشفافية والعدالة والنزاهة محركات لهم في عملهم، وفي كل إنجاز يسعون لتحقيقه بعيدا عن الحسابات غير الموضوعية والمصالح الآنية الضيقة التي حتما تأكل من سمعة القائد ومؤسسته. وهم قادة بمستوى عميق من التفكير والتفكر والتأمل في شؤون عمل المؤسسة وفي الشأن العام، لما لذلك من أثر في خلق الفرص الجديدة والمبدعة وكيفية القيادة بتميز للمؤسسة وفرق العمل بها. قادة تميزوا بقوة الإصرار والعزيمة وروح المثابرة والمساءلة والمتابعة لأدق تفاصيل العمل سعيا لترسيخ ثقافة بأن الإنجاز يحتاج إلى تدقيق ومتابعة ومساءلة لضمان بقاء اتجاه المؤسسة صاعد نحو للقمة لا يأبه بالعواصف أو الأزمات التي تفتعل لاعتبارات في كثير منها شخصية وفئوية ضيقة. ويصنع القادة الفرق في مؤسساتهم عندما يتخذوا قراراتهم لاعتبارات مؤسسية بحتة وليس لاعتبارات شخصية أو فئوية. يصنع القادة الفرق بالترفع عن المكيدة والشللية والمناطقية والتصيد للأخطاء أو صنع المكايد لغيرهم، فمن يترفع عن هذه يسمو بعمله وإنجازه ويصعد بمؤسسته لتكون رائدة في سمعتها ومنجزاتها الحقيقة الواضحة والشاهدة على عطاء كل من يقودها بروح الفريق المتماسك صاحب الرؤية الواضحة والهدف الجلي. لذلك فإن القادة الذين يصنعوا الفرق يتميزوا بالصفاء والنقاء وحرصهم الشديد على فريق العمل واعتبار أن كل فرد في المؤسسة جزء لا يتجزأ من فريق عملهم، يقدم لهم الدعم والتشجيع والتقدير بدءا من عامل التنظيف إلى ساعي البريد إلى من يتبوأ صناعة ووضع الاستراتيجات والخطط للمؤسسة، وكل أولئك بنظر القادة فريق قيادة المؤسسة نحو الريادة والتميز. ويصنع القادة الفرق ويحققوا التميز في إنجازات مؤسساتهم باحترام وتقديس القانون وترسيخ سيادته، ليحكم القانون المؤسسة وعملها ويحكم من يعمل ويتفاعل مع نشاطاتها بعيدا عن أي خرق لهذه القدسية والسيادة، وبما يضمن تحقيق تام للعدالة والمساواة ويرتقي بالمؤسسة لتكون عنوان للنزاهة والمصداقية التي إذا ما تكرست سترتقي بقيمتها الحقيقة المادية والمعنوية إلى رحاب أوسع. يصنع القادة الفرق بالطاقة الإيجابية المتفائلة والراحة والطمأنينة والتشجيع والثناء وتقدير كل فرد في فريق العمل شخصيا وما يقدموه من عمل وإنجاز للمؤسسة وسمعتها والتي تبعث على العمل والإنجاز والعطاء بلا حد. إن هذه الممارسات المهنية والأخلاقية للقادة هي التي تصنع الفرق وهي الضمان للمؤسسات أن تسير في دروب التميز والريادة في مجالات عملها بعيدا عن الإعتبارت غير الموضوعية التي تأخذ المؤسسات للانهيار إذا ما سيطرت على عقلية من يقودها. *يجوز الاقتباس وإعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الأصول العلمية المتبعة.

  • الصحة العقلية في زمن الكورنا- 19 COVID

    تدخل جائحة فيروس كورونا المستجد- COVID-19 عامها الثاني، وقد تسببت في زيادة عدد الإصابات في العديد من البلدان، وتجديد عمليات الإغلاق. لقد كان للدمار الذي أحدثه الوباء - ملايين الوفيات والصراعات الاقتصادية والقيود غير المسبوقة على التفاعل الاجتماعي وبالتالي تأثير ملحوظ على صحة الناس العقلية. يبحث العلماء في جميع أنحاء العالم في أسباب وتأثيرات هذه الظروف على الصحة العقلية، ويخشى البعض من أن التدهور في الصحة العقلية قد يستمر لفترة طويلة بعد انحسار الوباء. ويأمل العلماء أن يتمكنوا من استخدام البيانات التي يتم جمعها من الدراسات حول الصحة العقلية لربط تأثير التدابير المتخذة على رفاهية الناس، وتطوير إدارة للأوبئة في المستقبل. يقول عالم الاجتماع جيمس نازرو في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة إن البيانات التي تظهر من هذه الدراسات ستكون ضخمة، يقول: "هذا علم طموح حقًا". لقد أبلغ أكثر من 42٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع من قبل مكتب الإحصاء الأمريكي في ديسمبر عن أعراض القلق أو الاكتئاب في ديسمبر، بزيادة قدرها 11٪ عن العام السابق. وتشير البيانات المأخوذة من استطلاعات أخرى إلى أن الصورة متشابهة في جميع أنحاء العالم. ويقول ماركيز إن الأحداث الكبرى التي هزت المجتمعات، مثل هجوم 11 سبتمبر / أيلول الإرهابي في نيويورك، تركت بعض الناس يعانون من ضائقة نفسية لسنوات. كشفت دراسة لأكثر من 36000 من سكان نيويورك وعمال الإنقاذ أنه بعد أكثر من 14 عامًا من الهجوم، لا يزال 14٪ يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة و 15٪ يعانون من الاكتئاب - معدلات أعلى بكثير من تلك الموجودة في المجموعات السكانية المماثلة (5٪ و 8٪)، على التوالى). و تشير الطبيبة النفسية مارسيلا ريتشل في المعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم بألمانيا، إن الضائقة في الوباء ربما تنبع من التفاعلات الاجتماعية المحدودة للناس، والتوترات بين العائلات المنغلقة معًا والخوف من المرض. و تظهر الدراسات والمسوحات التي أجريت حتى الآن في هذا الوباء باستمرار أن الشباب، وليس كبار السن، هم الأكثر عرضة للضيق النفسي المتزايد، ربما لأن حاجتهم إلى التفاعلات الاجتماعية أقوى. وتشير البيانات أيضًا إلى أن الشابات أكثر ضعفًا من الشباب، وأن الأشخاص الذين لديهم أطفال صغار، أو الذين تم تشخيصهم سابقًا باضطراب نفسي، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية. و يقول العلماء الذين يجرون دراسات دولية كبيرة ومفصلة أنهم قد يتمكنون في النهاية من إظهار كيف أن تدابير معينة للسيطرة على فيروس كورونا- مثل الإغلاق أو القيود المفروضة على التفاعل الاجتماعي- تقلل أو تؤدي إلى تفاقم ضغوط الصحة العقلية، وما إذا كانت بعض السكان ، مثل الأقليات العرقية، تتأثر بشكل غير متناسب بسياسات معينة. وإن ذلك يمكن أن يساعد في توجيه الاستجابة في هذه الجائحة والمستقبلية. وتشير عالمة الأوبئة كاثلين ميريكانغاس في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة العقلية في بيثيسدا بولاية ماريلاند: "لدينا فرصة حقيقية، تجربة طبيعية، في كيفية تأثير السياسات في البلدان المختلفة على الصحة العقلية للأفراد". المصدر

  • التربية ومواجهة آفة الجرائم الالكترونية

    الدكتورة اسراء محمد عبدالله لعل أهم ملامح العصر وحياتنا في الألفية الثالثة يتجلى بثورة المعلومات والاتصالات الرقمية، حيث أصبح العالم يعيش في عصر الأقمار الصناعية فائقة التطور، وشبكة الانترنت العالمية، والتي بدورها ولدت الثورة المعلوماتية والتقنيات الحديثة، والتي أصبحت جزء أصيل من حياتنا اليومية، وحولت العالم الى قرية الكترونية صغيرة، تتلاشى فيها الحواجز الزمانية والمكانية. هذا الواقع القائم على إستخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات الرقمية والشبكات الإلكترونية الإجتماعية ساهم في ممارسة وإنشاء علاقات إجتماعية افتراضية ( توفيق، 2018). وإستخدام المعلومات للأفراد والمؤسسات، حيث يستطيع الأفراد التواصل فيما بينهم وتبادل المعلومات في أي وقت وأي مكان، وألغت المسافات المادية، وأنشأت مسافات افتراضية بين الأشخاص، وساهمت بشكل كبير على خلق أنواع جديدة من الوظائف والأنشطة وبيئات العمل ( الطائي، 2013). لقد فرضت الثورة المعلوماتية ممارسات غاية في الخطورة بفعل استغلال بعض الجهات لوسائل التواصل الاجتماعي، وشبكات الانترنت للتأثير على العقول، وتوجيهها للقيام بجرائم وإنتهاكات خطيرة لأمن الانسان والمجتمعات والدول، حيث استخدمتها الجماعات الاجرامية في تنفيذ أغراضها التدميرية للمجتمعات، والتي وصفت حديثا "بالجرائم الالكترونية"( توفيق، 2018). ونتيجة لذلك وفي خضم هذه الثورة التقنية الحديثة؛ والتي لها تأثيرا مباشرا على الأمم ومستوياتها الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، أصبح من البديهي وضع قوانين تحكم شبكة الانترنت وتأثيرها السلبي على المجتمعات، وخاصة عندما نعلم أن لهذا النوع من الجرائم طبيعة خاصة؛ كونها لا تحدها حدود، ولا يمكن السيطرة عليها بمجهود فردي، أضف الى ذلك أن هناك صعوبة في اكتشاف فاعلها في بعض الأحيان، وهي أقل عنفا في التنفيذ، واستتارها جعل عملية اكتشافها يلزم بعض الوقت، وبروز الحاجة لتعاون دولي وثيق وشامل، لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، والتصدي لها، لذلك اتجه المجتمع الدولي لسن معاهدات وقوانين إجرائية وموضوعية لتحقيق الحماية الالكترونية، وقوانين الملكية الفردية (أحمد، 2007). لقد أخذت الجرائم الالكترونية صورا عديدة، وتعددت أساليبها تبعا لتعدد أهدافها منها جرائم القرصنة وهو النفاذ غير المشروع وغير المرخص الى نظم وشبكات الحاسوب، و جريمة نشر الفيروسات بقصد اتلاف محتويات الحاسوب، و جريمة التجسس للحصول على اسرار مؤسسة او دولة، بالاضافة الى جرائم الغش والتزوير والنصب والاحتيال، واستخدام بيانات شخصية وهمية، وأكثرها شيوعا جرائم الاعتداء على الحريات الشخصية، وحقوق الملكية الفكرية للبرمجيات، والاحتيال الإلكتروني (المشهداني، 2005). كما نجد جرائم الأموال والمتمثلة بجرائم التحويل المالي وغسيل الأموال عبر الانترنت، و جرائم اتلاف المعلومات المبرمجة آليا، وجرائم التجارة الالكترونية، وجرائم التحويل الالكتروني للأموال ( العنزي، 2012). أضف الى ما سبق جرائم متعلقة بالأشخاص مثل جرائم السب والقذف عبر الانترنت، وجرائم التعدي على الحياة الخاصة، وكذلك جرائم الاطلاع على الأسرار وافشائها عبر الإنترنت، والجرائم المخلة بالآداب والممارسات غير الأخلاقية التي يتم نشرها عبر شبكة الانترنت ( أحمد، 2007). إن الأنظمة التربوية بما في ذلك التعليم العام والتعليم العالي أصبح لزاما عليها أن تكون مرنة وقابلة للتغيير والتطوير في ظل التحولات التي نشهدها في عصرنا الحاضر، خاصة مع فقدان التربية الصالحة وظهور أزمات أخلاقية كبيرة والتي أصبحت ظاهرة للعيان، لقد أصبح لزاما تنمية التفكير النقدي و الواعي للفرد بخطورة هذه الجرائم سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، واكساب الفرد القدرة على التفكير المنهجي، وتنمية الوعي لدى الأفراد لما يحدث من تغيير في أنظمة الحياة والاتجاهات الفكرية والقيمية، وزيادة الوعي لدى الأفراد بخطورة هذه الجرائم والنتائج المترتبة عليها؛ من سلوك انحرافي يظهر على الفرد، الى تفكك البناء والنسيج المجتمعي من ناحية، وإلى تشويه ثقافة المجتمع من ناحية أخرى ( العنزي، 2012). إن مؤسسات التربية يقع على عاتقها دور مهم في بناء شخصية الطلبة؛ حيث لم يعد دورهما مقتصرا على النواحي المعرفية؛ بل أصبح يتخطى ذلك الى دورهما في تمكين الطلبة وتأهيلهم لقيادة عجلة التنمية الشاملة في مجتمعاتهم، وقيادة التطور الثقافي والاجتماعي بما يتناسب مع قيم وتقاليد مجتمعاتهم ودينهم؛ وتوعيتهم في ظل الظروف الراهنة لجميع التحديات وتجسيد للمباديء التربوية والأخلاقية وتقوية العادات السلوكية الحميدة لديهم (الملط، 2006). وان دورها بارز في توعية الطلبة بخطورة الجرائم الالكترونية، وبيان الممارسات غير المسموح بها في نطاق الانترنت، حيث بات يشكل تعدي على حقوق الآخرين وخصوصياتهم، والذي أصبح أمرا واضحا وملحوظا في الآونة الأخيرة، لما لها من أثر سلبي يتعدى الأفراد الى المجتمع؛ الأمر الذي يشكل خطورة على حاضر المجتمع ومستقبله، وعلى قدرته في مواجهة الصعاب والتحديات في ظل الثورة المعلوماتية التي تشهدها المجتمعات في العصر الحديث. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المراجع: أحمد، خالد(2007). الجرائم المتعلقة بالرغبة الاتباعية باستخدام الكمبيوتر، الندوة الإقليمية حول الجرائم المتصلة بالكمبيوتر، المملكة المغربية توفيق، ميمي(2018). شبكات التواصل الاجتماعي، مجلة كلية التربية في العلوم الانسانية والأدبية، جامعة عين شمس، مج24ع2، ص192-238 الطائي، جعفر(2013). تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها، عمان: دار البداية للنشر والتوزيع العنزي، عبدالعزيز(2012). أسس تربوية مقترحة لتطوير مفهوم الأمن الفكري لدى طلبة المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية. أطروحة دكتوراه غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن المشهداني، أكرم(2015). الجرائم الالكترونية: التحديات والمعالجة، مجلة الدراسات المالية المصرفية، مج 23ع1، ص23-28 الملط، أحمد(2006). جرائم الحاسب الآلي والانترنت. ط2، الاسكندرية: دار الفكر الجامعي

  • مهارات التعلم عن بعد!

    الدكتورة ميسون محمود شعيل تعيش المجتمعات البشرية جميعها نقلة نوعية في توظيف التطبيقات الإلكترونية في مختلف مناح حياتها بفعل عوامل عديدة أخرها وباء كويفد 19، الذي فرض على الدول والافراد والمؤسسات بمختلف اشكالها التحول غير المشروط لإستخدام ما يلزم من تقنية وتطبيقات تكنولوجية لإيصال الخدمات والقيام بالأعمال عبرها. ويبرز التوظيف النوعي للتقنيات والتطبيقات الإلكترونية في مجال التعليم كأحد أهم المجالات التي بادرت وعملت بجد لإدامة الخدمات التعليمية للطلبة من خلال التعلم والتعليم عن بعد. إن التعليم عن بعد يقوم على الإتصال غير مباشر بين المعلمين والطلبة بحيث يتم إعطاء الدروس التعليمية، والمحاضرات، والواجبات عبر المنصات التلفزيونية و الأجهزة التعليمية التكنولوجية التفاعلية لتصل المعلومات والمهارات التعليمية عن بعد بكل سهولة ويسر، وبأي وقت مناسب يختاره المتعلم. لقد أخذ التعليم عن بعد بالتطور بصورة لافته خلال فترة زمنية لم تتجاوز العام الواحد، واستطاع أن يعوض وبكفاءة عن التعليم التقليدي الوجاهي بالإعتماد على منصات الكترونية أنشئت خصيصا وتم تطويرها لأغراض تعليمية تتناسب وطبيعة المراحل التعليمية والنمائية للمتعلمين. إن النجاح الذي تحقق و يتحقق في مجال التعلم والتعليم عن بعد، لم يكن بلإمكان بدون وجود مهارات جوهرية جرى تطويرها في زمن قياسي لكل من المعلمين والطلبة على حد سواء ولكل من يتعامل بهذا النمط من التعليم، ومنها مهارات مرتبطة بالثقافة التكنولوجية، مثل معرفة كيفية الوصول لأنظمة التعليم الإلكتروني، واستخدامها بطريقة صحيحة وسليمة، وعمل دروس تعليمية وتربوية تصل للطلبة عن بعد، ومهارة التواصل والاتصال الفعال، حيث أن تواصل المعلم مع الطلبة، وأولياء الأمور يعتمد على الرسائل النصية، والمراسلات الصوتية، والبريد الإلكتروني، وعقد المؤتمرات والاجتماعات، وحضور الدورات التدريبية وورش العمل والمشاريع عن بعد، ومهارة إدارة الوقت، ومهارة تقديم التغذية الراجعة، ومهارة متابعة مستوى الطلبة وتقديم الاختبارات اللازمة في وقتها، وتحديد المواعيد، ومهارة التقويم والتقييم، ومهارة التحفيز، ومهارات التعامل مع الإنترنت والتطبيقات، ومهارة إنشاء المستندات الجديدة، وعمل البرامج والأنشطة، ومهارة الاعتماد على النفس في اكساب المعارف والخبرات، واكتشاف الإبداعات، والاختراعات الجديدة. إن التعلم و التعليم عن بعد وعبر الانترنت يلبي احتياجات الأنظمة التربوية في ظل الظروف الإستثنائية وبأن تطوير المهارات اللازمة له يوجب تبني خطط واضحة لتطوير قدرات كل من المعلمين والطلبة وتوفير البنى التحتية والتقنية والتشريعية له وجعله جزء لا يتجزأ من بنية الأنظمة التربوية حتى بعد زوال الظروف الإستثنائية الراهنة. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة.

  • التعلم الشبكي: آفاق رحبة لتبادل المعرفة وحل المشكلات!

    ستيفن مينتز يقوم التعلم الشبكي على إستخدام التقنيات الرقمية لإنشاء مجتمعات تعلم واسعة تشارك المعلومات، وتطرح الأفكار، وتدعم تعلم بعضها البعض، وتشارك في المناقشات وتقدم حلول للمشكلات. إن التعلم الشبكي متجذر في نظرية التعلم التواصلي والتفاعلي، التي تؤكد على أن التعلم يتم تعظيمه عندما تتفاعل مصادر متعددة في تقديم وايصال المعلومات والمهارات. لقد جذب التعلم الشبكي انتباه العديد من المختصين ومنهم المعلمين في وقت مبكر من هذا القرن مع ظهور مصادر التعلم المفتوحة والتي بدأت ب cMOOCs وهي مجتمعات للتعلم مفتوحة ومتاحة حول قضية أو تحد أو مشكلة معينة. والتي تؤكد على قوة التواصل مع الأفراد الآخرين، والاستقاء من الآراء المتنوعة، والتركيز على الأهداف النهائية كأساس للتعلم. لقد كتب ستيفن داونز ، "الاتصال هو في جوهره أطروحة مفادها أن المعرفة يتم توزيعها عبر شبكة من الاتصالات ، وبالتالي فإن التعلم يتكون من القدرة على بناء تلك الشبكات واجتيازها". لقد أتاح وباء كوفيد 19، والاحتجاجات المتعلقة بالعدالة العرقية العديد من فرص التعلم الشبكي و المشاركة واسعة النطاق والتبادل للمعارف والمعلومات والخبرات، حيث أتيحت الفرصة لأعضاء هيئة التدريس والطلبة من مختلف التخصصات لتبادل خبراتهم المميزة ووجهات نظرهم حول مسببات الأوبئة، والتصورات الثقافية حول الأوبئة في الفن والأدب، والاستجابات عبر التاريخ للأوبئة والازمات، وتطور علم اجتماع الجائحة الحالية، والعديد من الأمور الأخرى. كما أتاح التعليم الشبكي إلى توليد طلب هائل (لم تتم تلبيته إلى حد كبير) لوجهات نظر العلوم التاريخية والاجتماعية حول العنصرية المنظمة والتفاوتات العرقية والاستجابات السياسية المحتملة. وتشمل السمات المشتركة لبيئات التعلم الشبكية منتديات الاكتشاف، حيث يبحث أعضاء المجتمع في موضوع معين؛ المعلومات المجمعة بشكل جماعي وتقييمها بشكل نقدي؛ والمدونات المكتوبة بشكل تعاوني وتحريرها وتعليقها على المستندات عبر الإنترنت. يحمل هذا النهج آفاق تبادل المعرفة وحل المشكلات على نطاق واسع. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المصدر

  • كيف تنمي ذكائك العاطفي!

    يطلق علماء النفس على قدرتنا على فهم وتنظيم مشاعرنا "الذكاء العاطفي". لحسن الحظ، الذكاء العاطفي يمكننا بناءه من خلال تعلم ما يسمى بمهارات العاطفة[i]. يشير الذكاء العاطفي إلى القدرة على فهم و تحديد وتعامل وضبط الانسان لعواطفه، فضلاً عن قدرته على التعامل مع عواطف الآخرين. إن الذكاء العاطفي يتضمن ثلاث مهارات: مهارة الوعي العاطفي، أو القدرة على تحديد وتسمية مشاعر المرء؛ ومهارة القدرة على تسخير تلك المشاعر وتطبيقها على مهام مثل التفكير وحل المشكلات؛ ومهارة القدرة على إدارة العواطف، والتي تشمل تنظيم مشاعر المرء عند الضرورة ومساعدة الآخرين على فعل الشيء نفسه. لا يوجد اختبار قياس نفسي أو مقياس للذكاء العاطفي كما هو الحال بالنسبة لـلذكاء العام، عامل الذكاء العام - ويجادل الكثير بأن الذكاء العاطفي ليس بناءًا فعليًا، ولكنه طريقة لوصف المهارات الشخصية التي تحمل أسماء أخرى. على الرغم من هذا النقد، فإن مفهوم الذكاء العاطفي - الذي يشار إليه أحيانًا باسم الحاصل العاطفي أو EQ - قد حظي بقبول واسع، في السنوات الأخيرة، حيث قام بعض أصحاب العمل بدمج اختبارات الذكاء العاطفي في عمليات التقديم للعمل والمقابلات، بناءً على النظرية القائلة بأن شخصًا يتمتع بدرجة عالية من الذكاء العاطفي من شأنه أن يصنع قائدًا أو زميل عمل أفضل. وجدت بعض الدراسات صلة بين الذكاء العاطفي والأداء الوظيفي، أظهر العديد من الدراسات الأخرى عدم وجود ارتباط ، كما أن الافتقار إلى مقياس صالح علميًا يجعل من الصعب قياس الذكاء العاطفي لشخص ما أو التنبؤ به في الوظيفة أو في المنزل. يكون الفرد الذكي عاطفيًا واعيًا جدًا لحالاته العاطفية، وحتى السلبية - الإحباط ، أو الحزن ، أو أي شيء أكثر دقة - وقادرًا على التعرف عليها وإدارتها. ويتم ضبط هؤلاء الأشخاص بشكل خاص على المشاعر التي يمر بها الآخرون. من المفهوم أن الحساسية تجاه الإشارات العاطفية سواء من داخل الذات أو من البيئة الاجتماعية للفرد يمكن أن تجعل المرء صديقًا أو والدًا أو قائدًا أو شريكًا رومانسيًا أفضل. لحسن الحظ ، يمكن صقل هذه المهارات[ii]. إن الأشخاص الذين لديهم الذكاء العاطفي العالي يمكنهم حل مجموعة متنوعة من المشكلات المتعلقة بالعواطف بدقة وبسرعة. ويمكن للأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي، على سبيل المثال ، إدراك المشاعر في الوجوه بدقة. يعرف هؤلاء الأفراد أيضًا كيفية استخدام الحلقات العاطفية في حياتهم لتعزيز أنواع معينة من التفكير. إنهم يعرفوا، على سبيل المثال ، أن الحزن يعزز التفكير التحليلي ولذا قد يفضلون تحليل الأشياء عندما يكونون في حالة مزاجية حزينة (مع مراعاة الاختيار). ويفهم الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي أيضًا المعاني التي تنقلها المشاعر: فهم يعرفون أن الأشخاص الغاضبين يمكن أن يكونوا خطرين، وأن السعادة تعني أن شخصًا ما يريد الانضمام إلى الآخرين، وأن الشخص الحزين قد يفضل أن يكون بمفرده. و يعرف الأشخاص اصحاب الذكاء العاطفي أيضًا كيفية إدارة مشاعرهم ومشاعر الآخرين. إنهم يفهموا أنه عندما يكون الشخص سعيدًا، فمن المرجح أن يقبل دعوة إلى تجمع اجتماعي أكثر من كونه حزينًا أو خائفًا[iii]. إن تطوير وتنمية الذكاء العاطفي أمر بالغ الأهمية ويستطيع الإنسان القيام به على المستوى الفردي من خلال التحكم في المشاعر السلبية. عندما تكون قادرًا على إدارة مشاعرك السلبية وتقليلها، فمن غير المرجح أن تسيطر عليها. فإذا كان هناك شخص ما يزعجك، فلا تقفز إلى الاستنتاجات، بدلاً من ذلك ، اسمح لنفسك أن تنظر إلى الموقف بعدة طرق، حاول النظر إلى الأشياء بموضوعية حتى لا تنفجر بسهولة، مارس اليقظة في العمل، ولاحظ كيف يتغير منظورك. كذلك عليك أن تكون على دراية بمفرداتك، ركز على أن تصبح متواصلاً أقوى في مكان العمل. يميل الأشخاص الأذكياء عاطفيًا إلى استخدام كلمات أكثر تحديدًا يمكن أن تساعد في توصيل أوجه القصور، ثم يعملوا على الفور لمعالجتها، فإذا كان لديك لقاء سيئا مع رئيسك في العمل؟ فكر ما الذي جعله سيئ للغاية، وماذا يمكنك أن تفعل لإصلاحه في المرة القادمة؟ عندما تتمكن من تحديد ما يحدث، تزداد احتمالية معالجة المشكلة، بدلاً من مجرد التركيز على المشكلة. كذلك فإن ممارسة التعاطف تمنح التركيز على الإشارات اللفظية وغير اللفظية، وتمنحك نظرة ثاقبة لمشاعر الزملاء أو العملاء. تدرب على التركيز على الآخرين ووضع نفسك مكانهم، حتى ولو للحظة. لا تبرر العبارات الوجدانية السلوك غير المقبول، لكنها تساعد في تذكيرك بأن لكل شخص مشكلاته الخاصة. وتعرف على على الضغوطات الخاصة بك. قم بتقييم ما يجهدك، وكن استباقيًا لتقليله في حياتك. إذا كنت تعلم أن التحقق من بريدك الإلكتروني الخاص بالعمل قبل النوم سيرسل لك في حالة من القلق، فاتركه في الصباح. والأفضل من ذلك، اتركه عند وصولك إلى المكتب. تعامل مع الشدائد والتحديات، يواجه الجميع تحديات. إنها الطريقة التي تتعامل بها مع هذه التحديات التي إما أن تهيئك للنجاح أو تضعك على المسار الصحيح في وضع الانهيار. أنت تعلم بالفعل أن التفكير الإيجابي سيأخذك بعيدًا. لمساعدتك على التعافي من المحن، مارس التفاؤل بدلاً من الشكوى. ماذا يمكنك أن تتعلم من هذا الموقف؟ اطرح أسئلة بناءة لمعرفة ما يمكنك التخلص منه من التحدي المطروح. يمكن أن يتطور الذكاء العاطفي بمرور الوقت، طالما لديك الرغبة في زيادته. كل شخص أو تحدٍ أو موقف يواجهه هو فرصة تعليمية أساسية لاختبار الذكاء العاطفي الخاص بك. يتطلب الأمر ممارسة ، ولكن يمكنك البدء في جني الفوائد على الفور. إن امتلاك مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي سوف يخدمك جيدًا في علاقاتك في مكان العمل وفي جميع مجالات حياتك[iv]. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المراجع: [i] David B. Feldman (2021). Building Emotional Intelligence Isn't as Hard as You Think. https://www.psychologytoday.com/intl/blog/supersurvivors/201911/building-emotional-intelligence-isnt-hard-you-think. [ii] Psychologytoday (2021). Emotional Intelligence, https://www.psychologytoday.com/intl/basics/emotional-intelligence. [iii] John D Mayer (2021). What Emotional Intelligence Is and Is Not. https://www.psychologytoday.com/intl/blog/the-personality-analyst/200909/what-emotional-intelligence-is-and-is-not [iv]Ashley Stahl (2021). 5 Ways To Develop Your Emotional Intelligence. https://www.forbes.com/sites/ashleystahl/2018/05/29/5-ways-to-develop-your-emotional-intelligence/?sh=2fe056ae6976

  • فلسفة التربية في العراق

    زيد محمد عبد الله عبد الله تشير فلسفة التربية إلى المحاولة الجادة للوعي بالمحركات الأساسية للعمل التربوي سواء من داخله، أو من داخل البنية المجتمعية في إطار من التحليل والنقد القائمين على استخدام الأدلة العقلية والبراهين المنطقية، والالتزام الدائم بمحكية الخبرة التربوية على أرض الواقع"(رجب، 2018: ص4). إن مصطلح فلسفة التربية يدل على ذلك الإطار التي ينبغي للتربية والتعليم أن تتأطر به والأفكار والرؤى المتكاملة التي ترسم لهذه العملية -من قبل كبار العلماء والمفكرين في المجتمع- والتي تتماشى مع طبيعة المجتمع وسياسته وتطلعاته وأهدافه، ورسم مرتكزاتها وآليات تطبيقها في تحليل قضايا المجتمع وتحديد المشكلات التربوية فيه والتعمق فيها للوصول إلى حلول يمكن تطبيقها في الإجراءات التربوية (خطاب، 2018). و تعنى فلسفة التربية برسم الأطر العامة للعمليات التربوية لجميع المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان وتعنى بحديد المراحل العمرية للإنسان والمضمون العلمي والتربوي -الذي يمكن أن يتلقاه ويتفاعل معه ويطبقه في كل مرحلة من مراحل عمره حتى يتهيأ لأن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع- وذلك مبني على دراسات ونظريات وتجارب علمية ونفسية واجتماعية. يرى المشرع التربوي العراقي أنه لا بد من اعتماد فلسفة تربوية قائمة على قيم عليا وأسس حضارية خيرة لبناء مجتمع يتصف بالالتزام والانفتاح العلمي والحضاري متفاعل مع معطيات العصر الإيجابية يبنى على أساسها النهج التربوي والمنهج الدراسي والإعداد التعليمي بمختلف الأبعاد والأنشطة حتى تكون المؤسسة التعليمية أداة لإصلاح المجتمع وإعادة بنائه بناءً صحيحاً وحل مشكلاته والتخلص من مظاهر التخلف، والهدف المنشود من ذلك كله إيجاد حياة طيبة كريمة للإنسان، والتمهيد لنهضة علمية وثقافية شاملة، وتغيير اجتماعي يتجاوز ظروف القهر والاستبداد والتخلف والصراع الاجتماعي الهدام، ولبناء جيل مؤمن بالله سبحانه وتعالى، محب لوطنه معتز بهويته وشخصيته، عالم بالدور الإنساني المنشود منه في الأرض ويعرف كيف يوظف الظروف المحيطة به ويسخرها للتغلب على الصعوبات التي تواجهه باستخدام قدراته الذاتية والاستعانة بالظروف والإمكانات الطبيعية المتاحة لكي يتعايش مع الآخر ويتعاطى معه إيجابياً (فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). لقد تمت مراعاة الفكرة العامة للمشرع التربوي العراقي للتنوع الذي تضمن أهدافاً إنسانية أساسها الإيمان بالله، وحب الوطن والاعتزاز به، والاعتزاز بحضارته، والحرص على بناء منظومته الأخلاقية على الخير، والسعي للاعتماد على النفس في النهوض بالمجتمع مع إمكانية الانفتاح العلمي على الآخرين بلا تقيد بدين أو طائفة أو قومية معينة، والسعي للإصلاح وتسخير الجهود للتغلب على الصعوبات والوصول بالمجتمع إلى قمة التقدم، وعدم القبول بالقهر والعنف ومصادرة الآراء. وهذه الأمور لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج لتحليل واقع مرير مر به المجتمع العراقي لفترات طويلة )خطاب ، 2018). إن التجربة الإنسانية أثبتت عدم إمكانية تطور العملية التربوية والتعليمية بدون تهيئة الأجواء المناسبة التي تتمثل بإعطاء المتعلمين الحرية المناسبة وإتاحة الفرص لهم لتبادلوا الأفكار وتعميق مبدأ تقبل الرأي الآخر ونشر ثقافة الحوار والنقد الذي يؤدي إلى تفعيل قابلية تقييم الأفكار والتمييز بين الآراء وفق وعي سليم ومبادئ صحيحة، والواقع في العراق يحكي خلاف هذا، فالعملية التربوية وصلت إلى أدنى مستوياتها في ظل الإرهاب الفكري والاستبداد السياسي وثقافة التلقين وتجميد العقول، التي عادة ما تمارسها الأنظمة المستبدة مما ينعكس سلباً على رؤية عموم أبناء المجتمع العراقي لقضية التعليم والفوائد المترتبة عليه. وتتصمن فلسة التربية في العراق موجهات تتضمنها أهداف متنوعة ومتعددة للنظام التربوي أبرزها الأتي: الأهداف التربوية: ينص الهدف الشامل للفلسفة التربوية للدولة العراقية على "تنشئةِ جيلٍ مؤمنٍ بالله سبحانه وتعالى وبرسله وبأمته الإسلامية والعربية، محبٍ لوطنه، عاملٍ على ترسيخ الوحدة الوطنية، متسلح بالعلم والخلق القويم، آخذ بالتفكير العلمي منهجاً ومحتوىً وفكرةً وتطبيقاً، معتمدٍ العملَ والتعلمَ الذاتيَّ عنصراً أساساً في نشاط الإنسان الحضاري وتقدم مجتمعه وتماسكه وتنمية قوته الشخصية وتطوير قدراته على الفاعلية والبناء، مستوعبٍ لمعطياتِ التطور الحضاري، منفتح بوعيٍ على الفكر الإنساني في إطار من الأصالة المعاصرة مع الحفاظ على تراثها ويحترم حق الآخرين في الحياة والعمل والتفكير والتعبير والتعاون من أجل بناء الوطن وتقدمه والتفاعل مع البلدان المجاورة والعالم" (فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017: ص3). وتنبثق عن هذا الهدف الشامل أهداف عامة وكما يأتي: أولاً: الهدف الإنساني: وأول شيء يفهم من هذا المبدأ أن الإنسان ينبغي عليه الإيمان المطلق بأنه خليفة الله تعالى على الأرض ويدل هذا على أنه قيمة اجتماعية عليا وينبغي العمل على جعله يتفاعل مع مجتمعه الذي يعيش فيه، وتهدف الفلسفة التربوية العراقية إلى العمل على تنمية شخصية الإنسان من جميع جوانبها الروحية والفكرية والخلقية والجسمية والذوقية، ولا بد للإنسان من معرفة حقوقه الإنسانية وأن لا يفرط بها ويحترمها ويطالب بتحقيقها وأن يفهم الواجبات الإنسانية الحضارية المناطة به ويلتزم بالنهوض بها (العسكري، 2012). هذا ما يتعلق بالإنسان كفرد مستقل؛ لأن الفرد إذا استوفى حقوقه الإنسانية تطلع إلى تكوين مجتمع يتعامل فيما بينه بمبادئ الإنسانية التي كرمه الله تعالى بها من الحقوق واداء الواجبات والتنمية الروحية وعدم إهمال الجانب المادي. أما ما يتعلق بالمجتمع الصغير للإنسان الذي هو الأسرة فقد رسم المشرع التربوي العراقي أهدافاً عليا يروم تحقيقها للوصول بالمجتمع العراقي إلى ذروة الشعور بالإنسانية، فجعل من أولويات الإنسان أن يعتني بالأسرة والحرص على إقامة العلاقات الإنسانية السليمة فيها بوصفها أساس المجتمع لينتج عن ذلك التنشئة الصحيحة والتعاون الوثيق بين أعضائها بوصفها النواة للمجتمع الأكبر، وذلك لا يحصل إلا إذا عمل على حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة ورعاية النشء والشباب وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم، ومنع العنف والظلم بجميع أشكاله في الأسرة والمدرسة والمجتمع. وللحفاظ على حقوق الإنسان وضمان عدم الاعتداء عليها حظرت الفلسفة التربوية العراقية الاستغلال الاقتصادي بجميع أنواعه وأشكاله ضد الأطفال والكبار، وسعت للمساهمة في اتخاذ الإجراءات المناسبة ضده والعمل على توفير الحماية والإسناد والدعم الاجتماعيين للفرد والجماعة والمجتمع وحمايتهم منه، والتأكيد على وحدة النوع الإنساني والمنشأ البشري والتعايش مع الآخر والتثقيف على مفهوم التعددية الدينية والقومية والمذهبية والسياسية، (فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). الهدف الديني: إن هذا الهدف من أهم الأهداف لكل المجتمعات، فهو السبب الأول للحياة البشرية والمبدأ الأسمى لدى كل إنسان، ويقصد بذلك ترسيخ الإيمان بالله وبرسالاته السماوية ويتجلى بكون الديانة الرسمية للعراق هي الإسلام، وهو أساس التشريع، وارتباطاً بهذا الهدف تسعى الفلسفة التربوية العراقية إلى ترسيخ عقيدة الإيمان بالله تعالى لدى الأفراد وحرية الاعتقاد بالرسالات السماوية ورفض الشرك بالله تعالى والإلحاد. وتسعى كذلك لتحقيق الفهم الصحيح للإسلام لدى أفراد المجتمع بكونه ثورة إنسانية وعلمية وتربوية وحركة تغيير اجتماعية كبرى، وتؤكد على ضرورة التحلي بالقيم الإنسانية التي دعا إليها والأديان السماوية الأخرى وجعلها رافداً لفضائل الأخلاق ومنها الدعوة إلى الحق والتسامح والتعاون والألفة والإخاء والعفة ونبذ التعصب والتمييز. واستكمالاً لهذا كله تسعى فلسفة التربية في العراق على الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي وأن الحقوق الدينية مكفولة لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية وذلك ليتحقق التكامل في المجتمع العراقي (فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). ثالثا: الهدف الوطني والقومي: تسعى الفلسفة التربوية العراقية إلى الاهتمام بالوعي التاريخي والتأكيد على تراث الأمة وفهم تاريخ العراق ومزاياه الحضارية والاعتزاز بها وبإسهامها في الحضارة الإنسانية لأنه عامل بناء إيجابي وإمداد حضاري، وتركز على حب الوطن والإخلاص له وأهمية هذا الجانب وضرورة العمل لبقائه مستقلاً ووجوب المحافظة عليه من قبل أبنائه، وتنمي في الأفراد روح المواطنة الصالحة وما تدل عليه من الولاء للوطن والموازنة بين الحقوق والواجبات ومراعاة المصلحة العامة وتحقيق مبدأ التعاون بين أفراد المجتمع، ومن مكملات هذا المبدأ فهم خصائص المجتمع العراقي وبيئته الجغرافية وما تشتمل عليه من الثروات البشرية والطبيعية وحسن استثمارها(العسكري، 2012). لا سيما وأن العراق مهد الحضارات وقامت فيه دول عديدة ومتنوعة ولكثرة ما فيه من الخيرات والثروات تداعت الأمم عليه وتعرض لاعتداءات كثيرة على مر العصور فمن الضروري أن تهدف الاهتمام بالوعي الثقافي والتاريخي لأن هذا البلد له حضارة عميقة وتجارب كثيرة يمكن الاستفادة منها في تطبيق التجارب الإيجابية وتلافي الأخطاء في التجارب السلبية، وضروري أن يتربى الإنسان على حب وطنه فمن لا يحب وطنه لا ينتمي إليه ومن لا ينتمي إلى وطنه لا يقدم له شيئاً وهذا ضد الأهداف التربوية، ومن الجوهرية التي تسعى فلسفة الترية في العراق تحقيقها وجوب المحافظة على العراق مستقلاً لأنه سبق وأن تعرض للاحتلال بدءاً من الإمبراطورية الفارسية إلى هجمة هولاكو إلى هجمة الصفويين إلى الاحتلال البريطاني وأخيراً تعرضه للاحتلال الأمريكي واحتلال التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش والقاعدة والمليشيات الإرهابية التابعة لإيران، وكذلك الاستقلال من السيطرة الخفية لبعض الدول المجاورة عن طريق شراء ذمم الحاكمين للعراق، وهذا الهدف لو تحقق لاستطاع العراق أن يعبر شوطاً كبيراً في مسيرة التقدم. كذلك من الأمور المهمة في فلسفة التربية العراقية الموازنة بين الحقوق والواجبات ومراعاة المصلحة العامة التي ويرى الباحث أن الواقع يثبت عكس ذلك من خلال تجربته العملية في مؤسسات الدولة العراقية، فالمحسوبية والمنسوبية والافساد المالي والإداري متفشي فيها وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة سمة تكاد تكون عامة في المجتمع وبهذا لا يمكن ان تنهض العملية التربوية في الدولة ويكون النظام التربوي والتعليمي ضعيفاً، والدول إنما تنهض بالنظام التربوي التعليمي. ومن ناحية أخرى تهدف فلسفة التربية في العراق إلى ترسيخ الوحدة الوطنية وما تتضمنه من تماسك اجتماعي وإخاء وضمان حقوق المواطنين الثقافية، والإيمان بأن العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب وهو جزء من العالم الإسلامي والعربي وعضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية ومنظمة دول عدم الانحياز وملتزم بكل المواثيق الدولية، وفهم الخصائص الحضارية للأمة العربية في تأريخها على مر العصور، والاعتزاز بتلك الخصائص والعمل على احيائها وتجديدها إغناءً لحاضرها ومستقبلها ومواكبة للحضارة الإنسانية، والتعريف بحقوق الإنسان والالتزام بتحقيقها(فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). رابعاً: الهدف اللغوي: تركز فلسفة التربية في العراق على تعليم اللغة العربية واتقانها وتعميق حب هذه اللغة بوصفها لغة القرآن الكريم والعناية بآدابها وعلومها الغنية بالثقافة والقيم التربوية القادرة على الإسهام في تنظيم الفكر والارتقاء بالذوق الأدبي والفصاحة العربية واعتمادها في إغناء الثقافة المعاصرة وتوثيق الروابط بين أبنائها، ولم تتوقف الفلسفة التربوية العراقية على تعليم أبنائها اللغة العربية فحسب بل دعت للاهتمام باللغة الكردية بوصفها لغة رسمية ثانية بجانب اللغة العربية، وكذلك العناية بتعليم اللغات غير العربية من التركمانية والسريانية والأرمنية في المؤسسات التعليمية الحكومية على وفق الضوابط التربوية في المؤسسات التعليمية الخاصة، والاهتمام بتدريس اللغات الأجنبية وبخاصة اللغة الانكليزية بوصفها لغة عالمية وبوصفها لغة أجنبية إلزامية وتدریس لغات أخرى أجنبية اختيارياً مثل اللغة الفرنسية واللغة الروسية واللغة الإسبانية(فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). وبهذا الصدد قال (مشحن، 2018: ص674) "لفتت أهمية اللغة انتباه الأقدمين من فلاسفة ومفكرين وعلماء فتوجهوا لدراساتها حسب ما تميله حاجات تلك الشعوب والأمم من دراسة لنشأتها وقواعدها وعلاقة الالفاظ بمدلولاتها وان الاهتمام باللغة والعناية بها في مجتمعاتنا المعاصرة لا يعادلها أي اهتمام أو عناية بالمجالات النظرية الأخرى، فاللغة تقع في مقدمة اهتمامات عالم اليوم. خامساً: الهدف الديمقراطي: ويعني في جوهره تنظيم الحياة على أساس الحرية والعدالة والمساواة ويتجلى في ترسيخ مبادئ الديمقراطية التي تتجلى فيها روح التسامح والتعاون والتشاور والنقد البناء واحترام الرأي الآخر، وترسيخ مبدأ سيادة القانون ومساواة الجميع أمامه وتكافؤ الفرص بينهم واحترام القانون والنظام والتعاون مع السلطة القانونية على تنفيذه، وتأكيد احترام المبادئ الإنسانية والأخلاقية والقيم الاجتماعية والدينية وترجمتها إلى سلوك، والالتزام بها في التعامل مع الآخرين واحترام أفكارهم وآرائهم، والتأكيد على قيم الحرية والالتزام بقيم المجتمع وتقاليده وكيفية التعامل معها في حياتنا العملية بطريقة متحضرة تتلاءم مع مبادئ الاحترام والعدالة والحرية والمساواة، والتطبيق الواعي للأساليب الديمقراطية في المؤسسات التربوية وفي إداراتها بغية نشر السلوك الإنساني الراقي بين المعلمين والمتعلمين، والعمل على إشاعتها بين سائر المؤسسات والتنظيمات(فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). و يرى مؤيد (2020) أن مما هو معلوم "ان الديمقراطية سواء كانت بمفهومها الخاص السياسي أو المفهوم العام من حيث المساواة والحرية لا يمكنها أن تنمو بمعزل عن تربية صحيحة وتنمي توجهات الأفراد وتعمل على توحيد سلوكاتهم وتصحيح مفاهيمهم بما ينسجم مع المنظومة القيمية للمجتمع الذي يعيشون فيه وبما يحقق التكامل فيما بينهم، هذا فضلاً عن إيجاد الوعي الذي يزيد من فرص الديمقراطية ويُحافظ على مقدرات الدول وعدم الاتجاه نحو الغوغائية أو العديد من الأمراض الاجتماعية كالواسطة والمحسوبية والطبقية التي تعد عامل هدم في بناء الديمقراطية فضلاً عن أن الديمقراطية تحتاج إلى مؤسسية ومجتمع مدني حتى يتم ترسيخ هذه المفاهيم. وتلعب الديمقراطية دوراً مهماً ورئيساً في التربية، وفي أداء وظائفها وتحقيق أهدافها بمسؤولية وكفاية وبالتالي تلعب دوراً رئيساً في إرساء قواعد المجتمع الديمقراطي مجتمع العدل والمساواة، والحق القائم على الجدارة والاستحقاق والتحرر من الطبقية والفئوية والانغلاقية والاستغلال والتعصب. إن تحقيق ديمقراطية التربية يتم من خلال (دمقرطة) كل جانب من جوانبها، وكل أمر يتعلق بها وبعبارة أخرى تحقيق ديمقراطية التعليم من خلال (دمقرطة) فلسفة التعليم و(دمقرطة) سياسة التعليم و(دمقرطة) عملية التعليم ودمقرطة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها الطالب". سادساً: الهدف العلمي: يقصد به ترسيخ مفاهيم ومبادئ العلم الحديث منهجاً وفكراً وتطبيقاً، ومتابعة تطور الثورة العلمية والتكنولوجية المعاصرة استيعاباً لمنجزاتها وإسهاما في إغنائها، وتعميق أصول العلم الحديث في الحضارات القديمة العربية والإسلامية ودورها في بناء أسس منهج التفكير العلمي وفي الملاحظة والتجريب، وتنمية الوعي البيئي والمعرفة بالموارد الطبيعية والعناية بالبيئة وحمايتها من التلوث واستخدامها الرشيد في التنمية المستدامة بما يؤمن المحافظة عليها للأجيال القادمة، وكذلك اعتماد التفكير العلمي أسلوباً مهماً لحل مشكلات المجتمع وتذليلاً لمعوقات تقدمه، وتطوير المناهج الدراسية للتعليم العام والمهني ومنابعة مواكبتها لأحدث التطورات العلمية العالمية في مجالات الحياة النظرية والعملية كافة والعناية بالثقافة الصحية العامة والبيئة وحمايتها، وغرس حب العلم والمعرفة والمنافسة العلمية في نفوس النشء واحترام العلماء، وتنمية التفكير، وحب البحث العلمي لديهم، وبناء عقلية علمية متحررة من الفوضى واللامنهجية والتعصب والانحياز الأعمى وتزويدهم بالعلوم والمعارف المختلفة والممهدة لاختيار الاختصاص المناسب(فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). و يلاحظ من خلال النظر في هذا الهدف أن الفلسفة التربوية لا تحاول التوجه نحو اكتساب أكبر قدر ممكن من المعلومات دون الاهتمام بنوعية هذه المعلومات، ومدى الاستفادة منها لتطوير شخصية الإنسان المؤمن؛ لأن هذا العلم سلاح ذو حدين فهو في جانب ينفع الناس وفي جانب آخر مضر مؤذٍ وربما مدمر كالأسلحة النووية وأسلحة التدمير الشامل، ولكن يهدف إلى اكتساب العلم النافع ومواكبة الحركة العلمية لإغناء المجتمع واستثماره في التطوير وسد احتياجات المجتمع. سابعاً: هدف العمل: يعني تقدير العمل عنصراً أساسياً في نشاط الإنسان الحضاري وفي تقدم المجتمع من خلال تعميق فكرة (العمل شرف للإنسان واجب وحق وسبيل لتقدم شخصيته وإغنائها)، ويكون اعتماد العمل والخبرة العلمية والكفاءة ركناً أساسياً في التربية والتعليم في مستوياتها كافة وتوثيق الصلات بين الفكر والتطبيق وتنمية الاتجاهات السليمة وتطوير المهارات الأساسية والمتخصصة، وتنمية روح العمل الجماعي التعاوني، واعتماد التدريب المهني عنصراً أساسياً في التعليم الأساسي ولاسيما التعليم المهني وتعليم الكبار وإيجاد الحوافز للإقبال عليه والإفادة من الفرص المتاحة في مجالاته وتلبية متطلبات سوق العمل، وتوثيق التعاون بين المؤسسات التربوية والمؤسسات المسؤولة والمعنية بالعمل والإنتاج، وتنمية روح الجد والعمل ونبذ الكسل والاتكالية واحترام الزمن وتوظيفه من غير تضييع، واحترام جهد الآخرين وإسهامهم في بناء الحياة والإفادة من تجاربهم (فلسفة التربية لوزارة التربية العراقية، 2017). إن هذه الأهداف لا تتحقق إلا بشروط ينبغي توافرها عند بناء فلسفة التربية حتى تعد صالحة ولها القدرة في توجيه تحقيق الهدف العملي في المجتمع، بحيث يقوم الهدف العملي و ينبثق من المصادر والمنطلقات المجتمعية والأخذ بنظر الاعتبار ظروف وحاجات ومصالح ومستويات وخصائص الثقافات والحضارات المتباينة بين المجتمعات المأخوذة عنها والمنقول اليها عند الانفتاح على خبرات وتجارب الأمم في مجال التربية المهنية؛ اذ لا يعني هذا الانفتاح التقليد الأعمى، ولكنه يعني الاستفادة الذكية الواعية من منجزات الاخرين والانطلاق من هذه الخبرات الى اعمال العقل وبذل جهد في سبيل تحويرها وتطويرها وتكيفها مع واقع المجتمع العراقي. و أن تكون الفلسفة التربوية المهنية شاملة في محتوياتها وافكارها ومبادئها العامة التي تتكون منها حتى تستطيع ان توجه كافة جوانب التربية المهنية، وان تتسم بقدر كبير من الوضوح. و أن تكون المبادئ والأفكار والمعتقدات واقعية وقابلة للتطبيق والتنفيذ في ضوء إمكانات المجتمع العراقي المادية والبشرية وفي ظروفه ومستويات تطوره الثقافي والحضاري. و أن تكون على قدر كبير من الترابط والانسجام والتكامل فيما بينها وبغير ذلك تفتقد قيمتها التوجيهية والارشادية والمرجعية في نطاق التربية المهنية لذا لابد أن تخلو من التناقض والتضارب بين وظيفتها الإرشادية وبين أصولها المرجعية. و أن تتسم بالمرونة وبالديناميكية اللتين تسمحان لها بالتطور والتجدد المستمرين وبالتغيير والتعديل كلما اقتضت الحاجة لذلك، وان تخضع للتقويم المستمر في ضوء ما يستجد في المجتمع العربي والإنساني. و أن ترتبط الفلسفة بتنظيمات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومطامح الناس وآمالهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم. و أن تكون مصادر الفلسفة التربوية العملية انتقائية تختار الضروري والمهم وما يتفق مع روح الدين الإسلامي ولا تقيد نفسها بوجهة نظر تربوية معينة او اتجاه تربوي معين بل تأخذ الصالح والمناسب من وجهات النظر والفلسفات والاتجاهات التربوية. وأن تعبر الفلسفة التربوية العملية عن واقع العلاقة بين العقل والجسد وبين العلم والعمل. و أن تنظر إلى الإنسان على أنه وحدة متكاملة من الروح والعقل والجسد. و أن تبين أهمية التربية العملية كونها تجعل المدرسة أداة تطبيع حضاري؛ لأنها تسهم في تعريف المتعلمين بنور العلم والتكنولوجيا ومنجزاتهم في حياتهم. و أن توفر التربية المهنية للطلبة فرص الإبداع في أعمالهم المستقبلية وتجعل من التربية العملية ضرورة اقتصادية تتكامل مع خطط التنمية العامة لبلاد وتسهم في تحقيقها. و تعد التربية العملية ضرورة اجتماعية؛ لأنها تقوي ثقة الإنسان بنفسه وبشعوره الفعال في المجتمع بتهيئتها الفرصة للطالب في المستقبل باختيار مهنته بحرية والإبداع فيها (البديري، 2014). *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المراجع: 1. البديري، حيدر مالك فرج (2014)، نحو بناء فلسفة مهنية لنظام التعليم في العراق: -أطروحة دكتوراه-، جامعة بغداد، كلية التربية للعلوم الإنسانية ابن رشد، قسم العلوم التربوية والنفسية. 2. خطاب، أركان سعيد (2018)، الإصلاح التربوي في العراق بين فلسفة تربوية رشيدة واستراتيجية واضحة المعالم: -بحث منشور، جامعة بغداد، مركز البحوث النفسية والتربوية، مجلة العلوم النفسية، بغداد. 3. رجب، مصطفى محمد (2018)، فلسفة التربية المفهوم والأهمية: -بحث منشور-، جامعة سوهاج، كلية التربية، مصر، سوهاج. 4. العسكري، كفاح يحيى صالح، (2012)، نحو فلسفة تربوية عربية في عراق ما بعد التغيير: المؤتمر العربي الدولي الأول، رؤية استشرافية لمستقبل التعليم في مصر والعالم العربي في ضوء التغيرات، جامعة المنصورة، كلية التربية، مركز الدراسات المعرفية، القاهرة، مجلد2. 5. الفلسفة التربوية واهدافها، وزارة التربية، المديرية العامة للمناهج، 2017، http://epedu.gov.iq/index.php. 6. مشحن، بلال عبدالجبار (2018)، فلسفة التربية وأثرها في تردي الواقع اللغوي في العراق: -بحث منشور-، الجامعة العراقية، كلية الآداب، مجلة مداد الآداب. 7. مؤيد، سامر: (2020)، ديمقراطية التعليم ومعوقاتها في العراق صحيفة المثقف، العدد (5220) في الاحد 20/12/2020م، https://www.almothaqaf.com/qadayaama/qadayama-09/9694-2010-01-14-23-05-47

  • المشرف التربوي الإلكتروني

    أريج علي عويضه حويطي شهد العالم تغييرات غير مسبوقة جراء وباء كورنا المستجد، تأثرت بها مختلف القطاعات المهنية والإنتاجية، ولعل أبرزها تحول العالم ليكون إفتراضي رقمي إلكتروني، ومن ضمن القطاعات التي شهدت هذا التحول وبسرعة فائقة واعتبر من اكثر القطاعات التي تحولت بشكل جذري ليكون رقمي الكتروني وعن بعد، قطاع التربية والتعليم حيث شمل هذا التحول جميع أركان العملية التعليمية، وبالتالي تغير وتبدل طريقة التواصل بين المعلم والطلبة من الوجاهي إلى الإلكتروني وتحديث الأدوار والانتقال بالمعلمين والطلبة للقيام بإدوار إفتراضية إلكترونية وعن بعد. إن هذا التحول نحو التعليم الإلكتروني والتواصل عبر الفضاء الإلكتروني يستوجب تحول موازي في دور المشرف التربوي ليصبح مشرف تربوي الكتروني، و قائد تربوي إلكتروني، يوجه ويرشد ويدعم وينظم العملية التربوية الإلكترونية ويساندها ليطورها ويجودها ويرسخ فاعليتها بما يتناسب مع القفزة الإلكترونية لبلوغ أهداف العملية التعليمية في ظل التحديات الراهنة التي فرضت على قطاع التعليم. المشرف التربوي قائد ومدير فني للعملية التربوية يعمل على مساعدة المعلمين على التنمية المهنية في المجال التعليمي، وتطوير استراتيجيات التدريس لتتناسب مع التعليم الالكتروني وجعل التعليم الإلكتروني ممتع للطلبة وأكثر فاعلية. ويمكن للمشرف التربوي أن يتميز في إستخدام أدوات التعليم الإلكتروني مع المعلمين لتطوير قدراتهم ومهاراتهم في استخدامها وتفعيلها لتوفير الوقت والجهد لأداء تعليمي فعال، وتوجيههم لإستخدام التطبيقات والبرامج والمواقع والمنصات الإلكترونية التي ترفع من كفاءتهم المهنية وإكسابهم معارف ومهارات الكترونية تخدم التعليم الإلكتروني وتطوره، كما يستطيع المشرف التربوي أن ينظم زيارات صفية الكترونية للتواصل مع المعلمين عبر المنصات الإلكترونية من خلال الدخول إلى الحصة الصفية التفاعلية والتحقق من مدى تطبيق أهداف المحتوى التعليمي إلكترونيا، وإعطاء إرشادات للمعلمين بعد انتهاء الحصة التفاعلية وذلك لتطوير دورهم الإلكتروني وحل المشكلات التعليمية المستجدة التي تواجههم خلال التعليم الإلكتروني وإيجاد البدائل للتغلب عليها وإتمام العملية التعليمية بفاعلية وكفاءة . ويعتبر المشرف التربوي سند للمعلمين في التعليم الإلكتروني ويدعمهم ويعمل على حل مشكلاتهم من خلال تقديم دورات تدريبية عبر المنصات لتبادل الخبرات بين المعلمين والمشرفين، ذلك أن الكثير من المنصات تحتوي على أنشطة وبرامج تدريبية تعمل على التطوير المهني للمعلمين وتجديد مهاراتهم، ووضع الخطط الإثرائية لتعزيز نقاط القوة لديهم والوصول إلى الابتكار والابداع في التعليم، كما يمكن للمشرف التربوي الإلكتروني أن يضع خطط علاجية لجوانب القصور حتى لا تتكرر مستقبلا، والحصول على نتاجات تعليمية بكفاءة عالية، ويمكن أن ينوع المشرف التربوي في أساليبه من خلال الزيارة الصفية الإلكترونية عبر المنصات أو إقامة اجتماعات ولقاءات عن بعد وتقديم النشرات التربوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمعلمين ويمكن عمل دورات تدريبية بإشراف خبراء تربويين لتطوير التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد . ويرافق ذلك، دعم المشرف التربوي للتعليم الإلكتروني بتوجيه المعلمين لإنشاء مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن فريق من المعلمين وأولياء الأمور والطلبة والمشرف التربوي والمرشد النفسي والاخصائي الاجتماعي لنشر الوعي والتثقيف بأهمية متابعة أولياء الأمور والطلبة للتعليم الإلكتروني وإرسال التعميمات والواجبات ومواعيد الحصص التفاعلية والامتحانات وإرشادهم إلى كيفية التواصل مع طلابهم عبر المنصات الالكترونية وتوفير المحتوى التعليمي عبر المنصات، والاجابة عن أي استفسار ومناقشة ملاحظات المعلم والأهل والتعامل التربوي مع المشكلات التي تواجههم ومراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، وذلك لتيسير وتسهيل التعليم الإلكتروني وزيادة كفاءته وتوفير بيئة تعليمية آمنة . إن هناك تحول جذري في دور المشرف التربوي من الدور التقليدي إلى الدور الرقمي الإلكتروني وعن بعد، بما يضمن دعم وتطوير التعليم الإلكتروني، كما يسهم في التحليل والتخطيط ومتابعة التطورات الإلكترونية وتقويم الأداء الإلكتروني لجميع أطراف العملية التعليمية ومراجعة وتقييم جودتها والارتقاء بها وتحقيق أهدافها في ظل التحديات الراهنة ، فهو المرشد والموجه للعملية التعليمية ويعمل على تطويرها والارتقاء بها للمستوى المنشود. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة.

  • الوجه المشرق للعولمة!

    الدكتورة رويده زهير العابد، أصول التربية، الأردن. يسود التباين حول النشاة والتاريخ الدقيق للعولمة إلا أنها بصورتها المعاصرة تعتبر فكرة حديثة بدأت مع تبني الحداثة وما بعد الحداثة وتكنولوجيا الاتصالات والثورة المعلوماتية، وازدياد النزعة الإنسانية والإهتمام بحقوق الإنسان. إن العولمة نظام شامل لجوانب الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية والاجتماعية، هذا النظام الذي يستمد من الفلسفة البراجماتية النفعية و مرتكزاته التي تنادي بالديمقراطية والحرية الفردية واقتصاد السوق (الحريري، 2015). فالعولمة ظاهرة تعكس بالدرجة الأولى الدعوة إلى تبني نموذج عالمي موحد في السياسة والمال والاعمال والثقافة وبنية المجتمعات البشرية، و تعظيم نمط الحياة الاستهلاكي. لقد أصبحت العولمة امر واقع، يتضمن الخير الوفير الذي يتوجب الإلتفات اليه والتعامل بعقلانية مع جوانبها السلبية بعيدا عن لغة الرفض ونظرية المؤامرة. ففي الجانب الاقتصادي حققت إستفادة أكبر للمنتجين والمستهلكين جرّاء تقسيم العمل وتوسّع الأسواق، ورفع مستوى دخل الأفراد، وخاصةً في الدول التي أصبح بإمكانها التوسّع اقتصادياً بشكلٍ أسرع. وحرية تنقّل القوى العاملة بين الدول المختلفة، ممّا يُساعد على تبادل الأفكار والمهارات، والمساهمة في سدّ العجز الاقتصادي لبعض الدول؛ وذلك بالسماح لها باقتراض الأموال من الأسواق الرأسمالية. وزيادة مستوى وعي المستهلكين بالتحديات الناتجة عن بعض القضايا العالمية مثل: تغيُّر المناخ وعدم المساواة في الأجور. ومساهمة الضغوط التنافسية للعولمة في رفع مستوى أداء الحكومات وحماية العمال. ووفرة بضائع أكثر بأسعار أقل؛ إذ تُشجّع العولمة الدول على التركيز على مجال صناعتها، وبالتالي رفع جودة منتجاتها باستخدام أقل الموارد المتاحة، ممّا يُساهم في النمو الاقتصادي، وخفض تكلفة السلع والخدمات وجعلها في متناول الأيدي خاصةً لأصحاب الدخل المحدود. وتوسيع نطاق الأعمال؛ حيث تُتيح الأسواق الكبرى الفرصة أمام الشركات للوصول إلى شريحة أكبر من العملاء، وبالتالي زيادة الإيرادات.واهم خيرات العولمة على الصعيد السياسي انها عزّزت انتشار الديمقراطية وزيادة الوعي بحقوق الإنسان، فعلى الرغم من الفجوات التكنولوجية الهائلة إلا أنّ العولمة لعبت دوراً مهمّاً في إضفاء طابع ديمقراطي على وسائل الإعلام، وذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، التي شجّعت على تعزيز الانفتاح السياسي، والقضاء على الفساد، وسوء استخدام السلطة، وتحسين التمثيل السياسي. وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي عزّزت العولمة العدالة المجتمعية على نطاقٍ دولي، فضلاً عن مساهمتها في تركيز أنظار العالم على قضايا حقوق الإنسان أمّا على الصعيد الثقافي، فقد كان للعولمة فضل كبير في تنمية شبكات التواصل المعرفية والثقافية، كما أدّت إلى تطوير أنماط الحياة، والسلوكيات الاستهلاكية للأفراد، كما أنّ للعولمة الثقافية الأثر الإيجابي في التغطية الإعلامية؛ وذلك في صبّ اهتمام الشعوب نحو مأساة الأفراد في ظل الزيادة السكانية الضخمة.كما ساهمت العولمة في تحرير وسائط الإعلام عالمياً؛ فأصبحت بذلك أكثر موضوعيةً وبُعداً عن التعصّب والانحياز، وعزّزت روح الانتماء للمجتمع المحيط، وشجّعت على تطوير مستوى الفنون وتبادلها، وساهمت في زيادة وعي الأفراد حول طبيعة السلع المستهلكة وظروف إنتاجها، كذلك فقد جعلت الحوار بين الثقافات حاجةً أساسيةً لتحقيق التضامن الدولي، بالإضافة إلى ذلك فقد ساهمت العولمة في نشر التكنولوجيا والابتكار، وذلك بتشجيع التواصل المستمر بين البلدان، ممّا يعني تبادل التطوّرات التكنولوجية والمعرفة بشكلٍ أسرع بينها (موضوع، 2021) ومن أهم السبل والإجراءات التي يجب إتباعها من أجل استيعاب العولمة في المجال التربوي بصورة خاصة، قراءة العولمة قراءة واعية، تستند إلى إعمال التفكير الناقد في هذه الظاهرة من أجل فهمها وتحديد منطلقاتها والمبادئ التي تقوم عليها واستخلاص النتائج التي تترتب على هذه الظاهرة، من أجل الوقوف على معطياتها الإيجابية والعمل على استثمارها، وفي المقابل الابتعاد عن معطياتها السلبية. وإدخال التكنولوجيا الحديثة في النظام التربوي بصورة شاملة وتنشئة الأجيال على استخدام تكنولوجيا المعلومات، للوصول إلى مصادر المعلومات والإفادة منها في الدراسة والبحث والتعليم للحصول على تعليم نوعي. والعمل على تصميم مناهج تربوية معاصرة، بدلالة أهداف تربوية صادقة بأبعادها العلمية والإنسانية والدينية والفكرية والوطنية والاجتماعية واللغوية والأخلاقية، والبيئية والتكنولوجية، وأن تقدم هذه المناهج إلى المتعلمين وفق نماذج تعليمية ملائمة تساعد على إنماء شخصية المتعلم، وتطوير تفكيره الناقد، لدور اجتماعي متغير، يتكيف مع الواقع الثقافي، ويتوازن مع معطيات الحياة الثقافية المتجددة بصورة مستمرة.والقيام بوضع إستراتجية تربوية لتشكيل بعض الاتجاهات والقيم المرتبطة بروح العصر العلمية أو التكنولوجية أو البحثية أو الدينية أو الاجتماعية والعلمية من أجل مواجهة التحديات ومتطلبات الحياة الجديدة في البناء الاجتماعي( الخوالدة، 2010). كما يمكن أن يتعامل قادة التربية مع العولمة بكل حكمة وذكاء،؛ لكونها تحمل في طياتها خيرات وفيرة، لذلك يتوجب على النخب التربوية التخطيط للاستفادة من العولمة وتطويعها لصالح الأوطان والمنظومات المجتمعية، من خلال استثمار الثورة التقنية وثورة المعلومات والاتصالات، ووسائل الإعلام كافة في خدمة المجتمع ونشر المبادئ الديمقراطية وصون حقوق الإنسان، والمحافظة على التراث الحضاري و خصوصية الهوية الثقافية للمجتمعات. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المصادر الحريري، رافدة (2015). التربية القيمية. (ط1) عمان: دار المناهج للنشر والتوزيع. الخوالدة، محمد محمود (2010). مقدمة في التربية. (ط1)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع. : https://mawdoo3.comتم الدخول إليه 26/2/2021الساعة 11:00 مساءً

  • ما الذي يحفز المعلم للإبداع والتميز؟

    لطفية رباني تكشف نتائج الأدبيات التربوية المتعلقة بتحفيز المعلم عن العديد من العوامل التي تؤثر في تحفيزهم، وأن هذه العوامل تتفاعل بدلاً من أن تكون مستقلة عن بعضها البعض. أحد المتغيرات التي تمت دراستها على نطاق واسع هو الراتب أو الدخل المالي. حيث يعتبر "الراتب الجيد" من أهم العوامل المحفزة للعمل. في العديد من المنظمات، هناك اعتقاد شائع بأن دفع راتب لائق ومنح زيادات سنوية سخية تلبي الاحتياجات التحفيزية للمعلمين. إن وجود وضع مالي جيد هو حاجة مهمة لجميع الموظفين، لكن هل هذا يكفي حقًا! يشير جولناز وكليرك (Golnaz, S & Clarke, B, 2011)، إلى أن الراتب له تأثير يصل 20 بالمائة فقط عن الرضا الوظيفي! ويثبت هذا أن الموظف يحتاج إلى مجموعة من المحفزات من أجل الاستمرار في عمله من مصادر داخلية نفسية وخارجية بيئية. وفي هذا الصدد، هناك حاجة إلى العديد من الحوافز المعنوية غير الملموسة، مثل بيئة العمل المنتجة والصعبة، والتحديات الوظيفية، والنمو والتطوير الوظيفي، والاعتراف والتقدير، والعلاقة الجيدة مع الرؤوساء؛ وجميعها مهمة ولها تأثير كبير على تحفيز المعلم. بشكل عام ، يبدو أن الوضع المالي هو عامل واحد فقط يؤدي إلى الرضا الوظيفي وأشار بيل ( Belle, 2007)، الى مناهج مختلفة تساهم في الحصول على الدافعية، حيث يؤكد المنهج الإنساني للدوافع على المصادر الجوهرية للتحفيز، مثل حاجة الشخص للإنجاز والنجاح. ويؤكد المنهج المعرفي للتحفيز على أهمية الحالة العقلية، وتحفيز التفكير، وتوفير معنى أو قيمة للسلوك. ويؤكد المنهج الاجتماعي والثقافي للتحفيزعلى هوية الشخص والعلاقة الشخصية داخل المجتمع (مثل ملكية المعلمين، ليشعروا بأنهم جزء أساسي وقيِّم من المجتمع المدرسي). وهذا يعني أن مفهوم "مقاس واحد للجميع" لا ينطبق على مفهوم التحفيز لأن الناس بينهم اختلافات كبيرة. ويقترح تشين و ييه (Cheng, Y & Yeh, H, 2009) منهج اخر للتحفيز يعتمد على اربعة شروط يجب الوفاء بها حتى يتحفز الناس وتشمل: الانتباه والأهمية والثقة والرضا. وأشار إلى أن الدافع هو جذب الانتباه والحفاظ عليه. بناءً على ذلك تعد "الملاءمة" حافزًا مهمًا لأن الفرد يكون أكثر تحفيزًا إذا كان المحتوى يستجيب لاحتياجاته، ومن الضروري أن يعتقدوا أن هناك احتمالًا مقبولًا للنجاح من أجل التحفيز، وهذا التوقع للنجاح مرادف للثقة، إضافة لأهمية تعزيز الرضا الفردي. كما حدد لومباردي (Lombardi, 2011) ثماني قوى تحفيزية تلهم البشر للعمل تمثل العمل الجماعي، والاستقلالية، والمكانة، والفضول، والقوة، والسلطة، والاعتراف، والانتماء. بناءً على قوى التحفيز الثمانية هذه، وصف ستة أنماط تحفيزية مختلفة فيما يتعلق بالسلطة والهيبة والمشاريع والأفراد والثناء والجائزة أو المكافات. إن وجود مثل هذه الأساليب التحفيزية المختلفة يدعم مرة أخرى حقيقة أن الأفراد يتم تحفيزهم بشكل مختلف بناءً على شخصياتهم ومعتقداتهم وطرق تفكيرهم. وأشارت إبراهيم (2009) إلى مصادر التحفيز الأكثر شيوعًا التي تحفز للمعلمين تشمل الشعور بالأمان في المدرسة، والنجاح مع الطلبة، والإعجاب بوظائفهم، وتقدير الذات، والتفكير في أنهم يتمتعوا بمكانة محترمة في المجتمع، والحصول على نتائج تقييم جيدة، وتحقيق الذات، ومناخ إيجابي في المدرسة، والتعاون، وعلاقات إيجابية وتضامن مع زملاء التدريس، وتصور أنفسهم على أنهم أكفاء في مجالهم، وتقدير الذات واحترام الذات. علاوة على ذلك ، كذلك أن ممارسات معينة تحفز المعلمين إلى حد كبير منها وجود الأهداف العامة للمدرسة القابلة للتحقيق، والتغير والابتكار في المدرسة، والرغبة في تحقيق الأهداف، والمشاركة في عملية صنع القرار، والترقية و الاحترام. ويشير دالي، دبليو ( Daly, W; Lucia, F. , 2010)، الى الحاجة إلى جودة العلاقات بين أعضاء اسرة المدرسة ودرجة الاحترام، والثقة المتبادلة لها تأثير كبير على تحفيز المعلمين. كما تم تحديد استقلالية الوظيفة، وهي القدرة على التحكم في طبيعة الوظيفة ووتيرتها، كأحد العوامل التي تحفز المعلم في المدرسة. ويشير هومين وتشاي وجين (Hui-Min, C; Chia-Pin, K Jan, Y, 2012) إلى أن المعلم يصل الى مستويات أعلى من الرضا الوظيفي عندما يتمتع بقدر أكبر من الاستقلالية في الفصل الدراسي. وبالتالي ، فإن الشعور بالاستقالالية والسيطرة على ما يتم تدريسه والقدرة على اتخاذ قرارات مهمة في الفصل الدراسي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الرضا الوظيفي. و ضرورة وجود بيئة تعليمية داعمة للاستقلالية في المدارس من أجل تحفيز المعلمين. وأن تدعم المدرسة هذا بمنح المعلم درجة من الاختيار والتحكم في اتخاذ القرارات حول المناهج وطرق التدريس والجدول الدراسي؛ والحرية التي يجب أن يتمتع بها المعلم للإبداع والتحدي؛ ودرجة الثقة والاحترام وردود الفعل الإيجابية المتلقاة من الزملاء والإداريين وأولياء الأمور والطلبة. هناك العديد من العوامل أو الظروف التي تؤثر على الدافعية الفردية. ومع ذلك، فمن المعروف جيدًا أن الأفراد لديهم خلفيات وشخصيات واهتمامات ومواقف وتوقعات ورغبات واحتياجات مختلفة. مع أخذ ذلك في الاعتبار، يبدو أيضًا أنهم قد يتأثروا بهذه العوامل أو الظروف بدرجات مختلفة. هناك حقيقة مهمة أخرى وهي أن العوامل المتعلقة بالدوافع الوظيفية تختلف ليس فقط من شخص لآخر، ولكن أيضًا من وظيفة إلى أخرى. ولتحقيق هذه الغاية، يوصى بشدة بتوظيف العامل التحفيزي المناسب للشخص المناسب. اي انه لا يمكن تحفيز كل موظف بنفس الطريقة. سيحفز البعض المزيد من الاهتمام، بينما قد يفضل البعض الآخر الحصول على مكانة وتقدير في المؤسسة. لهذا السبب ولكي تكون قادرًا على تحديد العوامل المحفزة التي يجب توفيرها للموظفين، يحتاج القادة إلى النظر بالتفصيل للموظفين وفهم الاحتياجات الفردية لهم كونه أمر ضروري لتصميم وتنفيذ أي برنامج تحفيزي. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المصدر Cheng, Y & Yeh, H. (2009). From concepts of motivation to its application in instructional design: Reconsidering motivation from an instructional design perspective, British Journal of Educational Technology, 40(4), 10. Lombardi, J. (2011). Got Motivation? Six Great Resources for Instructors at Every Level, College Teaching, 59(4), 5. Belle, J. (2007). The role of secondary school principal in motivating teachers in the Flacoq district of Mauritius, P234. Ibrahim, K. (2009). The effect of Sources of motivation on teachers' motivation levels. Project Innovation, 12(4), P11. ByHui-Min, C; Chia-Pin, K Jan, Y.(2012). A survey of Bahamian and Jamaican teachers’ level of motivation and job satisfaction. Turkish Online Journal of Educational Technology - TOJET, 11 (2). P22. Daly, W; Lucia, F. 0 (2010). Motivation, work satisfaction, and teacher change among early childhood teachers. Journal of Research in Childhood Education, 24 (2) .P20.

  • القيادة والقائد: واقع حال!

    "الرجل الذي يريد قيادة الأوركسترا يجب أن يدير ظهره للجمهور" ماكس لوكادو

  • طاقة الأمل والتفاؤل!

    القائد الفذ يغرس في فريق عمله الأمل في النجاح والإيمان بالنفس. القائد الفذ يبعث طاقة الأمل والتفاؤل والإيجابية، ويمكّن فريق عمله من تحقيق أهدافه.

  • المعرفة والحكمة!

    المعرفة والحكمة! المعرفة حصيلة ما نعرفه من التعلم والتعليم وحصيلة الحقائق والوقائع التي نتعلمها، أما الحكمة فتمثل حصيلة تجاربنا في الحياة يوما بيوم، و قدرتنا على إتخاذ القرارات الصائبة باستمرار في رحلتنا نحو المستقبل.

  • القادة العظام!!

    لطفية رباني تعتبر القيادة ووظيفة القائد معقدة وصعبة للغاية، ويعود ذلك إلى الحقيقة الواضحة التي مفادها أن على القادة التعامل مع قضايا وتحديات وظروف مختلفة في الوقت نفسه أي أنها "متعددة الوظائف". فعلى سبيل المثال، يتعين على القائد في المدرسة التعامل مع قضايا الإدارة (مثل ميزانية المدرسة) وفي نفس الوقت يجب أن يتعامل مع قضايا للمعلمين والطلبة وأولياء الأمور. إن كونك قائد وإداري، فأنت مسؤول عن إدارة كل من المهام التربوية والمالية (بالإضافة إلى العديد من المهام الأخرى)، وهذا سبب الشعور بالتعقيد والصعوبة في وظيفة القائد التربوي، و لإنجاز هذه المهام المختلفة (وأحيانًا المتضاربة) بنجاح وتميز، يُطلب من القادة اكتساب بعض المعارف والقدرات والمهارات والكفايات التي تؤدي بدورها إلى امتلاكهم لبعض الخصائص الفريدة. وهناك بعض الخصائص الموجودة في بعض الأشخاص والتي يبدو أنها تضعهم بشكل طبيعي في وضع يُنظر إليهم فيه كقادة. سواء ولد الشخص كقائد أو طور المهارات والقدرات ليصبح قائدا، فإن كلاهما يشتركان في بعض الخصائص القيادية الواضحة، و قد تكون هذه الخصائص جسدية أو عقلية أو شخصية وهي ما يميز القادة عن غيرهم من الأشخاص الذين ليسوا قادة. إن التصور الذي يُطلب فيه من القادة اكتساب معارف وقدرات ومهارات معينة لعب دورًا كبيرًا في تشكيل تعريف القيادة ليتم فهمها على أنها مجموعة من الخصائص الخاصة إلى جانب كونها عملية أو نشاط. لقد تم إجراء العديد من الدراسات بهدف تحديد السلوكيات المرتبطة بالقادة؛ كما تم توفير العديد من قوائم الخصائص والسمات. إن السمات للقائد الفعال والمتميز كثير ومتعددة. فلا وجود لقيادة بدون أتباع. و لا يمكن للقادة أن ينجحوا بمفردهم كونهم جزء من فريق عمل وأتباع وبالتالي لديهم عدد من الأشخاص أو المنظمات، وعلى القائد الفعال، أن لا يعزز ويحافظ على العلاقات الإيجابية مع أتباعه فحسب، بل يساعد أيضًا في تحسين العلاقات وتنمية الشعور بالعمل الجماعي بعدة طرق حتى بين أتباعه أنفسهم. وفيما يتعلق بهذه العلاقة المتبادلة والمترابطة بين أتباع القائد وبين الأتباع أنفسهم، يتعين على القادة إنشاء جسر من الاتصال الإيجابي القوي مع الأشخاص الذين يقودهم والعمل معهم من خلال تعزيز وتطوير مجموعة من المهارات والقدرات، ولا يمكن لأي إنجاز فردي أن يساوي متعة قيادة مجموعة من الأشخاص لتحقيق هدف مشترك جدير، وعندما يتجاوز القائد خط النهاية مع أتباعه، يتلاشى الألم والمعاناة التي مروا بها سريعًا واستبدالها برضا داخلي عميق. وإن هذه القدرة على تمكين الآخرين بالرضا ليست بالمهمة السهلة، لذلك اعتبرت مهمة القادة معقدة وصعبة للغاية (George, B; Sims, P., 2007) . إن القادة العظام في أفضل أماكن العمل يقوموا بتنفيذ السياسات و الممارسات بطريقة تعزز بشكل إيجابي ثقافتهم الفريدة ( Hal, 2007) ). وحدد أدلر أربع خصائص رئيسية يشترك فيها القادة العظام في أماكن العمل وهي أن لديهم قنوات اتصال مفتوحة، ويتجاوزوا الوضع الراهن ، ويكونوا انتقائيين للغاية بشأن ما يجب قياسه وعمله ولماذا، وهم في قمة الحماس والنشاط والايجابية. من الواضح أن أدلر نظر إلى القيادة الناجحة في مكان العمل على أنها مزيج من أفضل الممارسات الأربعة وفقًا لملاحظاته ووجهة نظره.و فيما يتعلق بذلك، ومن المفيد جدًا تحديد أفضل الممارسات مثل معايير العمل، ولكن ما هو الأهم هو كيفية تقديم مثل هذه الممارسات، وإلى أي درجة يمكنهم بناء علاقات صحية وتعزيز الثقة، وأشار أدلر إلى أن أحد العناصر الحاسمة هو أنه لكي تكون قائدًا ناجحًا ، فإن امتلاك معرفة بالقيادة لا يكفي! بمعنى آخر، كقائد ، فإن معرفة ما يفترض القيام به لا يضمن القدرة على القيام بذلك. ومما يمكن استنتاجه من أدلر أن خصائص القيادة لا تعتمد فقط على ما يعرفه القائد بالفعل (المعلومات والمعرفة القيمة) ولكن أكثر على ما يفعله بالفعل (الإجراءات والممارسات). وبالتالي، فإن امتلاك بعض المهارات أمر ضروري للغاية إلى جانب امتلاك المعرفة. وعلى أهمية وجود خصائص قيادية من مثل العادات السبع للقادة، التي تشمل أن يكون القائد متفائلا للغاية، وبأن القائد الفعال للغاية يفهم حكمة نابليون "كل حدث سلبي يحتوي بداخله على بذرة ذات فائدة مساوية أو أكبر"، لذلك يبرز القادة الإيجابي. وبأنهم لديهم الحيلة الواسعة، عندما تظهر المشاكل فإنهم يستجيبوا بحلول إبداعية، وبأنهم على مستوى عالي من المثابرة، وبأن القادة ذوي الكفاءة العالية يعيشوا بحكمة المثل الياباني: "اسقط سبع مرات، استيقظ ثماني مرات". كما القادة يتميزوا بالنزاهة رفيعة المستوى، لأن الصدق هو حجر الزاوية في كل نجاح. وبأن القادة بمستوى عالي من الإنضباط وبأنهم يديروا الوقت بعناية، حيث يحترم القادة الأقوياء الوقت ووقتهم ووقت الآخرين. و إنهم لا يسمحوا بإساءة استخدام السلطة، فهم يسألوا ويساءلوا. ولا بد للقادة من العلم والمعرفة و مهارات الإدارة والتخطيط، و مهارات الاتصال والإقناع والتفاوض و المرونة (Parachin, and Victor, 2011). ويفهم القائد الفعال الاحتياجات الشخصية والجماعية والتنظيمية لأتباعهم ويتبنوا استراتيجيات تحقق تلك الاحتياجات. لقد طورت ماري مياشيرو (Miyashiro, Marie, 2012) هذه الفكرة فيما أشارت إليه بالقيادة على أساس الاحتياجات، وأشارت إلى أنه من خلال الاعتراف باحتياجات الأفراد، وتلبية تلك الاحتياجات بالاستراتيجية المناسبة، يقلل القادة من احتمالية الصراع ويحسنوا الإنتاجية، ومع زيادة الإنتاجية، تأتي المكاسب والأرباح. وفقًا لمياشيرو، فإن الاحتياجات أعمق بكثير من الرغبات أو الطلبات، ويمكن أن تكون بمثابة محفزات قوية للعمل والانجاز. كانت تعتقد أن المنظور القائم على الاحتياجات يساعد القادة على تحقيق المزيد بطريقة مبتكرة. وأشارت إلى ما يسمى بالإتصال والتفكير والعمل، كنقطة مرجعية لأفعال القائد. ففي مرحلة الاتصال، يكتشف القادة الاحتياجات؛ وفي مرحلة التفكير، يخططوا للاستراتيجيات بناءً على الاحتياجات ؛ وفي مرحلة العمل، يقوموا بتنفيذ هذه الاستراتيجيات. ويعد تخطي مرحلة الاتصال هو النقطة الحرجة. بالنهاية القائد الحقيقي يعمل ويطبق المنظور القائم على الاحتياجات. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المصادر - Parachin,Victor M (2011). The seven habits of highly effective leaders. Diversity Employers magazine. Vol.3, p.38-41. - Adler, Hal. (2007). Key leader characteristics. Leadership excellence. Vol. 24 Issue 12, p2. - Miyashiro, Marie R. (2012). Needs-Based Leaders. Leadership Excellence. Vol. 29 Issue 4, p15-15.

  • تفشي الكورونا عند عودة طلبة الجامعات: 120 الف إصابة و100 حالة وفاة

    عشرات الآلاف من الإصابات بفيروس كورنا سجلتها الجامعات والكليات الأمريكية منذ بدء وباء كورونا، كما أشار استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز، بعد عودة الطلبة إلى الحرم الجامعي في وقت كانت فيه أعداد الحالات ترتفع في معظم أنحاء الولايات المتحدة الامريكية. و يشير الإستطلاع إلى أن أكثر من (120 ) ألف حالة رصدت بالكليات والجامعات الأمريكية منذ الأول من يناير، وتم الإبلاغ عن أكثر من (530) ألف حالة منذ بداية الوباء. كما حددت التايمز أكثر من (100) حالة وفاة بين طلبة الجامعات والعاملين بها، و حدثت الغالبية العظمى من الاصابات والوفيات في عام 2020. و بعد ما يقرب من عام من تفشي وباء كورونا و بعد أن غيّرت معظم الجامعات فصولها الدراسية فجأة لتصبح عبر الإنترنت وعن بعد وأرسلت الطلبة إلى منازلهم، استمر الفيروس في الانتشار بقلب التعليم العالي الأمريكي، وعندما أعيد فتح العديد من الجامعات في الخريف، تفشى المرض عبر مساكن الطلبة وأصاب آلاف من الطلبة والموظفين. و منذ عودة الطلبة للفصل الثاني، ساعدت الفحوصات الطبية المتزايدة وقواعد التباعد الاجتماعي وتحسين النظرة الوطنية للوباء في الحد من الانتشار في بعض الجامعات، ففي ولاية أوهايو، بلغ معدل إيجابية الفحويات ذروته عند حوالي 5 في المائة، وأبلغ مسؤولو الجامعة عن معدل إيجابي بنسبة 0.5 في المائة فقط عبر 30 ألف اختبار في الحرم الجامعي في أسبوع واحد أخير. ومع ذلك، لا يزال التفشي الكبير مستمر، حيث استطلعت التايمز أكثر من 1900 كلية وجامعة للحصول على معلومات حول فيروس كورونا، ووجدت ما لا يقل عن 17 كلية قد أبلغت بالفعل عن أكثر من 1000 حالة في عام 2021. وفي جامعة ميشيغان، ظهر نوع شديد العدوى في الحرم الجامعي، وفي جامعة ماساتشوستس أمهيرست، تم التعرف على عدد أكبر من الحالات في عام 2021 مقارنة بفصل الخريف، عند إستئناف الدراسة وجها لوجه في الحرم الجامعي بعد بداية صعبة للعام الدراسي. و على الرغم من الزيادات المفاجئة لحالات الإصابة في بعض الجامعات و الكليات، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية، ففي المقاطعات التي تضم أعدادًا كبيرة من طلبة الجامعات، انخفضت حالات الإصابة بالفيروس التاجي، مما يعكس الاتجاه الوطني في انخفاض الحالات. ومع عدم وجود نظام تتبع وطني، ولا تتوفر البيانات على مستوى الولاية إلا بشكل متقطع ، تضع الكليات قواعدها الخاصة لكيفية إحصاء الإصابات، بينما يُعتقد أن مسح التايمز هو أكثر الحسابات المتاحة شمولاً، إلا أنه أقل من ذلك أيضًا. و أجرت العديد من الجامعات فحوصات على نطاق واسع على أفراد مجتمعها، على أمل تحديد الحالات بسرعة ومنع تفشي المرض على نطاق أوسع، واكتشاف الحالات في بعض الحالات لضمان عدم إنتشار وتفشي أوسع للفيروس. وتواصلت التايمز مع عدد من الجامعات والكليات، إضافة إلى المعلومات عن الحالات عبر المواقع الالكترونية. و حصلت التايمز على بيانات الحالات من خلال طلبات السجلات المفتوحة في العديد من الجامعات العامة التي لم تكن لتوفر أرقامًا. إلا معظم الكليات لا تعلن علنًا عن الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا. و نظرًا للتفاوت في حجم الجامعات وخطط إعادة فتح وشفافية الإجراءات في الجامعات، لا ينبغي استخدام هذه البيانات لإجراء مقارنات. كما أن بعض الجامعات لا تحتسب الحالات بمجرد تعافيها. و تشير بعض التقارير إلى إحتساب الفحوصات التي أجريت في الحرم الجامعي فقط. وبأنه لم يتم فصل بيانات الحالات في العام 2020 عن بيانات الحالات لعام 2021، كما أن بعض الجامعات قدمت بيانات في البداية ثم توقفت عن ذلك، ويتسم حساب معدلات الزيادة في الحالات لعام 2021 بعدم الدقة كون البيانات التي توفرها الكليات غير مكتملة. و أحصت التايمز الحالات المبلغ عنها بين طلبة الجامعات والموظفين، بما في ذلك أولئك الذين تعرضهم أدوارهم كأطباء أو ممرضات أو صيادلة أو طلبة طب لخطر الإصابة بالفيروس. كون بعض الجامعات لديها مجموعة واسعة من البرامج، بما في ذلك الكليات الطبية والصحية، وقد أبلغت عن عشرات الحالات المرتبطة بالرعاية الصحية. و تم سرد هذه الحالات أعلاه كمجموعة فرعية من الإجماليات على مستوى الجامعة. و لم تقدم بعض الجامعات بيانات عن الحالات في كليات الطب أو المستشفيات أو العيادات. وأدرج البعض تلك الحالات في تعدادهم على مستوى الحرم الجامعي لكنهم لم يحددوا عددها. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة. المصدر

bottom of page